ودمدني السني والفرضي والقدال

ودمدني كانت أيام جميلة

ودمدني السني والفرضي والقدال

=========================

في بداية الستينات لايوجد تلفزيون ولامسلسل ولانشرة اخبار كنا نجتمع حول جدتنا ام والدي وتبدأ الحكايات بي ياسيدي ليك اللمنتي وكان زمان وفاطمة السمحة والغول ومحمد اخو فاطمة السمحة لكن اهم ماكان يشدنا هو حكاويها عن اهلها وخاصة اهل والدتها وتلك القصص والروايات والتي تمجد فيها اهلها كانها سيرة من السير الشعبية  خاصة بعد ان نكون قد وصفنا لها اهلها بانهم عرب ساكت .

اليوم سوف احكي لكم عن اولاد مقبل الخمسة كانو معذبين امهم وحلة الملاح بعد ان تنجض في النار يقومون بقلبها علي النار طافين النار ومدفقين الاكل وكانت امهم لاتدعوا عليهم. الله يعمل ليكم ويفعل ليكم كانت تكتفي بدعوة ان ربنا يصلح حالهم وفعلا ربنا اصلح حالهم وصاروا من العلماء في تلك الناحية قرية ام طلحة  من قرى المناقل.

 ومن  قرية سقدي جنوب المناقل   احد مناطق تواجد قبيلة العبدلاب والتي اتحدت تحت راية ابنها عبدالله جماع مع عمارة دنقس من قبائل الفونج في منطقة جبل موية  مكونين اعظم دولة دينية في بداية القرن السادس عشرالميلادي 1508م  وحتى عام 1820م السلطنة الزرقاء .

تلقي اولاد مقبل الخمسة العلم في دنقلا العجوز على يد اولاد جابر الاربعة ابراهيم الملقب بي البولاد واسماعيل وعبد الرحيم و عبد الرحمن   واختهم فاطمة .

ذهب ودمدني السني لتلقي العلم وخاصة مختصر الخليل والرسالة وحفظ القران علي مختلف القراءات علي يد الفرضي والقدال وهو مالكي المذهب  وذلك قبل استقراره بمنطقة ودمدني الحالية وتاسيس المدينة وذلك في  القرن الخامس  عشر الميلادي .

الفرضي والقدال واشعب بلاع الرجال والبر جعار اللحم في النار وابو ناب هولاء هم الاخوان الخمسة .

ولد البحر محمد ابراهيم الفرضي واخيه محمد القدال جمعت هذه الخلوة الالاف من طلبة العلم واراد شيخ الفرضي ان ينتقل بهذه الخلوة والدراسة الي منطقة اخري فاخبر طلابه ومريديه برغبته في الانتقال الي منطقة اخري واتضح له واخبره طلابه بانهم من الجن وعاهدوه ان لا يضروا احد من ذريته والي قيام الساعة .

اشعب بلاع الرجال يقال عنه انه كان يسحب العلم من رؤوس الاخرين واراد احد الاشخاص وقد سمع به ان يسحب العلم من راسه ولم يستطع بل بالعكس سحب اشعب كل علمه .

البر جعار اللحم في النار يقال ان امراة قد تركت عنده امانه عبارة عن خروف يرعاه لها وعادت المراة ولم تجد الخروف والحت علي شيخ البر باعادة خروفها اخيرا قال لها الشيخ اذهبي في طرقات القرية وادعي خروفك فكانت تاتيها اصوات الخروف وهي تخرج من اغلب منازل القرية واتضح ان من سرق الخروف هو جزار القرية وذبحه وباعه لمواطني القرية .

نشأ الشيخ (البُر ود البحر الفرضي) نشأة دينية فى بيت علم ودين أنحدر من سلالة كلها حفظة للقرآن الكريم، أشتهرت أسرته بحفظ القرآن الكريم والورع والتقوى والعلم، وقد عاش بين العلم والعلماء مشبعاً بحبهم - وقد كان والده وجده لأبيه أيضاً من حفظة القرآن الكريم وتفسيره وعلومه، وخلال عمله فى التدريس بقرية أم "طلحة" كان يصدر الأحكام الشرعية والفتاوى، وقد كانت له رسائل معروفة فى هذا المجال. وقد كانت المنطقة التى نشأ فيها وجد فيها الخلاوى والتى كان دورها تحفيظ القرآن الكريم وتدريس الطلاب بعض الفقه والعبادات، والتفاسير والأحاديث وقد أشتهرت المنطقة أيضا بحلقات الذكر والعبادة. 
بدأ الشيخ (البُر ود البحر الفرضي) تعليمه الأولي منذ طفولته المبكرة، حيث ألتحق بخلاوى "أم طلحة" بمنطقة المناقل حيث مسيد أبائه وأجداده وخلاويهم وقد كانت بيئة علمية عٌرفت بالعلم والصلاح وقد تأثر بهذه البيئة المتشبعة بالعلوم الدينية الشرعية، وقد حفظ القرآن الكريم بالمسيد الملحق بالخلوة على يد أخيه الشيخ الفقيه "إبراهيم ود البحر بن الشيخ إبراهيم الفرضي" ودرس كذلك على ابن أخيه "الفكي أحمد الفزاري

ابو ناب كان يشتهر بي ناب طويل كانه ناب نمر .

مدينة ودمدني تاريخها تقريبا من سنة 1489م أي قبل قيام دولة سنار الاسلامية عندما استقر الفقيه محمد ولد مدني السني بتلك الناحية غرب منطقة ابوحراز بعد ان نهل العلم وخاصة المذهب المالكي من الفرضي والقدال .

الشيخ احمد ودكنان وهو كذلك كجده ودمدني السني مالكي المذهب ودرس الخليل والرسالة – افتي بحرمة المريسة هذا الامر اغضب كثير من الناس وقدموا شكوى فيه الي الملكة نصرة بت عدلان من ملكات السلطنة الزرقاء  وكان مقرها في قرية السوريبة ارسلت وفد الي الكريبة لاحضار الشيخ ودكنان ومحاسبته علي فتواه والتي اوقفت حال الكثيرين من يسترزقون ببيع المريسة في ذلك الزمان عندما حضر الشيخ سالته هل انت حرمت شرب المريسة فقال لها  دا ما انا دي (الرسالة ) افتكرت الملكة نصرة ان الرسالة هذه هي امراة فقالت  من الاول ماتقولوا دا كلام عوين أي كلام نسوان فخرج شيخنا احمد  ودكنان بصلاحه وتقواه من غضب الملكة نصرة بت عدلان .

لاتنسى جدتي ان تفتخر بأهل ابيها وخاصة جدها ودمدني وكانت عندما تمر بالقبة تشير الي قبرين خارج القبة وتقول دي هدا الغراء ودي شموم النفساء بنات ودمدني السني وكانت تفتخر ايضا بأهل زوجها وانهم جعافرة وفيهم الشيوخ عامر وعمران في منطقة دراو  والشيخ بسطاوي في بنبان  وهي مناطق في صعيد مصر نزح منها اهل زوجها ال ابو طبيلة وال ابوعيسي وال الشافعي وال قباني .