الجزولية دلائل الخيرات













ودمدني كانت أيام جميلة
الجزولية
دلائل الخيرات
===============

من يوم الخميس يبدأ التجهيز للجزولية فكنا نرى عمتنا خديجة حسين وهي تبدأ في ترتيب الاشياء وتخرج عدة المناسبة من كبابي الماء والشاي وفناجين القهوة كانت رحمة الله عليها تحب النظام والنظافة في منزل العائلة في حي القبة يستحيل ان ترى ازيار الماء وهي مكشوفة بالاضافة الي الغطاء من القماش يوجد غطاء من الخشب وذلك العرق من الاعشاب والذي يوضع داخل الزير فيعطي الماء ذلك الطعم والنكهة الزكية عندما تحضر لك كبابي الشاي والقهوة لابد ان تكون هذه الاواني  سابحة في ذلك الدخان الكثيف من بخور المستكة وزيادة في التقدير والاحترام السكر لابد ان يكون سكر المكعبات او ماكان يطلق عليه سكر المكنة عدة الشاي او القهوة كانت تدخل في نفسك شهية  شراب القهوة والشاي وذلك للنظام والرقي والذي كانت تتمتع به .
عمتنا خديجة حسين كانت متزوجة من يونس عبد الرحيم جد الفنان والدكتور  محمد كمال يونس فاخذت من اهلها العيساب ومن اهلنا الاصولية فن الطبخ وصناعة الحلويات والمخبوزات فكان يوم الجزولية والذي يقام في منزل العائلة في القبة يمتاز بالاكل الدسم وذلك في وجبة الافطار والتي تعد خصيصا في هذا اليوم الاستثنائي والذي يشهد حضور رجال من قلب المدينة وشخصيات كان لها دور كبير في الحياة الاجتماعية في ودمدني .
انهم جماعة تحابوا في الله واجتمعوا علي حب رسوله الكريم فكان تجمعهم في صبيحة كل يوم جمعة والاكثار من الصلاة علي النبي المختار دائما يتأخرون يحضرون بعد الساعة العاشرة صباحا ونحن في انتظار الاكل الدسم وكلنا اذان صاغية ومنتبهين لكل صوت سيارة قادمة من اتجاه القبة وهي متجهة جنوبا حتى نسمع صوت توقف سيارة بالقرب من المنزل ومايطمئننا ذلك الصوت الجهوري المميز من العم شيخ حامد محمد الامين الناظر بمدرسة ابوزيد الاولية والمأذون الشهير والد كوارة واخيه ابوبكر ود الماذون  لقد توقفت سيارة محمد المبارك محمد سعيد والشهير بي ود العمدة والمفتش بمكتبي الحرقة ونور الدين وابن عمدة  ودمدني محمد سعيد ومعهم الرجل الخلوق الطيب حسين والد معلم سعدابي الطيب الحداد الشهير بالمنطقة الصناعية والمتخصص في صناعة صناديق البصات السفرية واللواري وفي تلك الفترة كان عمنا الطيب حسين كفيف البصر يقوده اعمامنا شيخ حاند وود العمدة .
وبدأ المنضمون لهذه الحلقة في الحضور شيخ النور مأذون حي مايو والفحيص عمر المبارك حضر بالموتر الفيسبا ومن الشباب حضر المحامي مجدي سليم بالاضافة الي الكثير من الاعمام والذي يجمعهم حب رسول الله .
عمنا ايوب حسين ابوطبيلة هو الداعي هذا الاسبوع وهو في مقدمة المستقبلين لاحبابه في الله واعز اصدقائه من خيرة رجال ودمدني ومن المتصوفين الكبار في المدينة .
تتلمذ عمنا ايوب حسين علي يد  الشيخ الورع قطب التيجانية الكبير الشيخ يوسف بقوي واخذ علي يديه الطريقة التيجانية وصار رحمه الله من بعد الشيخ يوسف بقوي هو الخليفة للطريقة التيجانية بودمدني وكانت له خيمة في المولد تقلد الخلافة بعده ابنه شيخ حسن ايوب وسار علي درب والده .
حضر الجمع وبدأت قرائة الجزولية الصلاة علي الرسول وفي تمام الساعة الحادية عشر وجبة الفطور الدسمة وطبعا نحن بنكون لقطنا قبل هذا الكثير من الطيبات لزوم التصبيرة .
تنفض الجزولية لتعقد الاسبوع القادم عند احد الاعمام لتمر علينا مرة اخرى بعد شهرين .

اللهم ارحم موتانا وارحم ذلك الجيل من الاعمام والذين كانوا شموسا مضئة في سماء ودمدني وكانوا دائما في مقدمة الحضور في اتراح وافراح ودمدني .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة الحضري

عائلة الكارب

عائلة النويري