بابكر كرار محمد النور

                       ودمدني كانت أيام جميلة

                        بابكر كرار محمد النور

==================================

أولاد كرار النور يعنون في ودمدني   كرة القدم و نادي الاتحاد اعمامنا  الكبار  في الفريق شاهدناهم ونحن صغارا  كنا نحترمهم ونقدرهم وبالاخص العم ابراهيم كرار كان الاكثر تواجدا بودمدني .

محامي ضليع اخذته السياسة بعيدا عن مهنة القانون .

مؤسس الحركة الإسلامية السودانية 1946م ، حيث أسسها في مدرسة حنتوب الثانوية  ، ثم نقلها إلى جامعة الخرطوم  ، وحينما أسس الحركة سماها حركة التحرير الإسلامي، لأن في ذلك الوقت كانت هناك الحركة الاستقلالية والحركة الماركسية ممثلة في الجبهة المعادية للاستعمار، وكان الاستعمار موجوداً في السودان ولذلك سميت حركة التحرير الإسلامي، بغرض التحرير من الاستعمار والعودة للأصل الإسلامي والسعي لتجديد الثورة المهدية، وكانت هذه هي الأفكار الأساسية التي تبناها الأستاذ بابكركرار .

 قضى بابكر جل عمره بالخرطوم ومناضلا خارج السودان - منزلنا لايبعد عن منزل عائلتهم سوى ثلاثين  متر لم اتشرف بمقابلته كثيرا وذلك لعدم تواجده بودمدني الا نادرا  .

اعطى الشيخ كرار النور اولاده مساحة من الحرية والحركة في المجالات الثقافية والرياضية مادام هذا لايتعارض مع الارث الديني لطائفة الانصار والمهدي والتي كانت هي العقيدة التي شبوا عليها .

عائلة من قلب عائلة دناقلة اوربي انصار المهدي كلهم اهل ومترابطين خاصة في الملمات  وتمتد العائلة الي ودنوباوي بامدرمان  عائلة علي فرح وعائلة نقد الله وفي ودمدني  عائلة ايوب وعائلة  سربل وعائلة ابو الروس وعائلة حمتو وعائلة علي القول وعائلة نقد وعائلة فكي حسن وعائلة نصر فرح وعائلة محمد بخيت وعائلة بشارة وعائلة حاج مختار   وكل عموم الدناقلة  - الاصل واحد تفرعت منه اسر كثيرة في ودمدني السبب الاساسي لتواجدهم بودمدني  هو القرب من اولاد المهدي والذين كانوا متواجدين في جزيرة الفيل تحت حماية  عائلة شقدي  السبب الثاني  ان هذه العوائل كانت تشتغل بالزراعة وتجارة المحاصيل وصناعة المراكب عدم توفر اشجار السنط لصناعة المراكب ادى الي نزوحها الي منطقة الجزيرة  والنيل الازرق لتوفر هذه الاخشاب بها  وخاصة في المناطق المنخفضة والمعروفة بالميعات .

ودناقلة اوربي اصولهم  من قبائل عربية من فروعها البديرية  الدهمشية -  كل طفولتي وشبابي جاورت الدناقلة انصار المهدي او دناقلة اوربي لم اسمع كلمة رطانة واحدة منهم كبقية الدناقلة .

والدته هي عائشة محمد حلمي المنيسى وعلي الفور تستحضر الذاكرة عيسي وموسي المنيسي لعيبة الكرة الشهيرين والذين انشقوا مع اولاد كرار واولاد سليم لتكوين نادي الاتحاد -  ودمدني بها ترابط اسري كبير وترى الاهل دائما يسكتنون بالقرب من بعض كحالة اولاد المنيسي وبالاخص موسي المنيسي وابتعد الاخ الاخر  عيسي المنيسي بالسكن في المزاد .

له خمسة  اخوان هم محمد صاحب فكرة توتو كورة والمدير التنفيذي للاتحاد العام لكرة القدم السوداني  لفترة طويلة – احمد كان كمندان في البوليس وابراهيم كان يعمل في وزارة الشباب والرياضة في ودمدني ومصطفي كان مدربا لنادي الاتحاد واخيرا عمر  – وله ثلاثة شقيقات  بتول زوجة العم ياسين عبدالرحيم من رواد تعليم الكبار وكان اخر منصب له مدير الاثاثات المدرسية وعواطف زوجة عمنا عبد العظيم والدة كل من عادل الشهير بالشيخ وعماد والتيمان اسامة وياسر واخت ثالثة اسمها بت المني .

كان له خال وحيد اسمه يوسف مولعا بالموسيقي والأغاني ومنه اخذ  بابكر حب الاستماع للموسيقي وكانت له مكتبة ضخمة رغم انه كان الداعية الاسلامي كانت له رؤية متفتحة  مفادها مادام هذه لاتقود الي المعاصي فلا حرمة لها .

كان صديقا للرئيس السابق جعفر نميري بحكم القبيلة التي تربط بينهم  اختلف معه وعارضه من داخل ليبيا القذافي .

لم يشارك في غزو الجبهة الوطنية علي السودان والذي عرف بالمرتزقة بقيادة محمد نور سعد واعتبر هذا الغزو خيانة وحرام دينيا  وعارض ضرب الخرطوم بالطائرات  في هذا الغزو كان يعتمد الحوار الفكري وينبذ العنف والاقتتال عدم مشاركته  هذه  اغضبت عليه القذافي .

كان رجلا مفكرا ورائدا في الحركة الاسلامية بدأ مع الاخوان المسلمين ثم اختلف معهم وكون الحزب الاشتراكي الاسلامي .

حضر الي السودان وترشح عن دائرة ودمدني في انتخابات الاتحاد الاشتراكي  لكن تم محاربته واضعافه بتشتيت اصوات مواطني ودمدني بينه وبين العم صلاح ابوبكر بحيري ففاز بالدائرة مرشح الاتحاد الاشتراكي ابن حلة حسن مساعد عبد الخالق .

تزوج من بنت فريقه وعلي بعد خطوات من منزلهم من السيدة سيدة يوسف محمود  اخت المذيع الشهير في دار الرياضة مدثر القطر واخت ماذون الدرجة جامع البخاري بابكر وهي من عائلة ابو صفر والامين الدايش وجميع المغاربة بالقسم الاول .

رزق بعدد من الاولاد وهم محمد اقبال وغزالي وناصر  والبنات لبني وسوسن  وسمية  لهم التحية والتقدير .

عاش فقيرا ومات فقيرا كان نظيف اليد وعفيف اللسان له بصمة في كتاب القذافي الاخضر .

نعته ليبيا القذافي يوم وفاته في كل صحفها بالقول وفاة المناضل  الكبير بابكر كرار توفي وهو في الخمسينات من عمره له الرحمة والمغفرة .