خروف العيد
ودمدني كانت أيام جميلة
خروف العيد
=================
بعد منتصف
الستينات دار الحوار التالي بين شخصين في ودمدني معقولة الخروف وصل سعره اربعة
جنيه يعني العيد الجاي حيكون بي خمسة جنية - في تلك الفترة كان متوسط راتب العامل في حدود
ثمانية عشر جنيه والموظف الكاتب والمدرس في حدود ثمانية وعشون جنيها كله بالسعر
القديم يعني كل واحد بضحي وكمان لو في
خبيز وكسوة عيد للاولاد كله متاح شوفو العز الكنا فيه وبرضوا الناس خايفة ان يصل
سعر الخروف الي خمسة جنيه .
زريبة
البهائم كان مكانها السوق الشعبي الان وبالقرب منها سلخانه صغيرة كانت تكفي مدينة
ودمدني في ذلك الزمان .
كنا نعرف
سمسار هو بالقرب من منزل جدنا لابي بحي القبة اسمه حمزة مرعي وبعض السماسرة والذين كنا نتجنب الاختلاط بهم
لرفعهم اسعار الخرفان .
الان تم
شراء الخروف بعد شد وجذب مع صاحب البهائم والسماسرة واصبح الخروف في قبضتنا لكن
كيف الوصول الي المنزل صاحب التاكسي قال 25 قرش ونحنا قلنا 20 قرش بعد شد وجذب
وافق صاحب التاكسي ووضع الخروف في الضهرية
وصلنا المنزل وبعد معافرة ادخلناه الي المنزل وياولد جيب الحبل واربطه من
كراعه واربط طرف الحبل في ركيزة الباب .
اصبح
الخروف في البيت الان ياولد املى الجردل موية وهاك جيب ليك قش من القشاشة في ام سويقو
اجدادنا وابناء خالة والدتي كلهم كانو يبيعون القش في تلك المنطقة بعد ان يجلبوه
من الجروف والجزيرة المقابلة وتلك المراكب والتي تحمل تلك الكميات الكبيرة من القش
انه الموسم .
رجعت الي
المنزل احمل قش الخروف طبعا مجاني مع نهرة شديدة عندما حاولت ان ادفع ثمنه مع كلام
حار شيل ياولد ولا اشيل المنجل دا احش بيه
يدك كانوا صارمين وحادين .
امسك ياولد
ادي الخروف كوليقة واحدة - الربطة من القش
بحجم معين تسمى كوليقة - وخلي الباقي لي
بكرة عندك يوم كامل قبل العيد مايجي .
بعد دا
نمشي مع الوالد الي صديقه الترزي الافرنجي الشهير محجوب عبدالعزيز عندنا اردية
وبناطلين فصلهم لينا بس ماننسى يركب لينا الابازين الحديد والتي تشد البنطلون
والرداء يعني زي الحزام او القاش في الوقت الحاضر .
الهدوم
خلاص باقي الاحذية نمشي الى الاكشاك في قلب السوق الكبير نمشي الي منو عمنا عثمان
العوض الحربيابي او الي عمنا الطاهر عمر والد الناظر عمر الطاهر الاول تربطنا به علاقة
نسب متزوج اخت جدتي لامي والثاني منزلهم خلف منزلنا بالقسم الاول توجد لدي الاثنين احذية مستوردة ولكن في النهاية
فضلنا الذهاب الي شركة باتا الايطالية
للاحذية بشارع الجمهورية والاستمتاع بتلك التخفيضات وفن البيع والكان متوفر
لدى هذه الشركات العملاقة والذي درسناه في مرحلة الجامعة او مايعرف بالاسعار الكسرية
مثلا الشبط بي 99 قرش يعطيك احساس انه لم يحصل الجنيه فتشعر انه سعر قليل على
الرغم من انه لايفصله عن الجنيه الا قرش واحد ولكنه فن البيع يعطيك احساس بانه اقل
.
غدا العيد
والوقت الان ليلا ارى في المطبخ الطماطم والعجور والبصل والجرجير والشطة الخضراء
والليمون من وين ديل جبتوهم اسال جدتي فتقول مشيت مع جارتي ام سلمة الي الملجة وكانت
الملجة مع سوق الخضار وزنوكة اللحمة في قلب السوق الكبير .
ياولد
الخروف دا ماليه صوت امشي شوفوا ماله خليه يكورك عشان الجيران يسمعوه - اجي كمان
يقولوا ماعندنا خروف – اذهب مرغما وانا اغالب النوم واضرب الخروف ضربة وضربتين حتى
اسمع ويسمع الجيران صوته .
قوم ياولد
خش الحمام الواطة صبحت امشي استحمى وياهن ديل هدومك عشان تحصل الصلاة وتجي من بدري
تشوف لينا الضباح .
انتهى
موضوع الحمام ولبست الهدوم الجديدة وذهبت مع الكبار الي ميدان الحرية وانا في
الطريق اسمع تكبيرة العيد يبثها مايكرفون عمنا موسي من عربته الكومر الكبير وبعض
تلك الميكرفونات والمبثبتة علي تلك الاخشاب العالية .
انتهت
الصلاة وين نلقى لينا ضباح ايوه جارنا يوسف ود حمد مع انه سوف يتمنى فينا كدي
النجربه - برضوا بشيل ليه كوم لحمة
والحاجة البتزهجني فيه هو قطعه لذلك الجزء الزائد من الكبدة وكمده في خشمه بطريقة
سريعة .
الخيار
الثاني هو عمنا برداب – عمنا برداب يده بطيئة وبعدين بقدد الجلد ومعاه كمان ابنته
سعدية ممسكها المخلاية ويجدع ليها اللحمة فتقوم بوضعها في المخلاية حقتهم .
خلاص وقع
الاختيار على الضباح يوسف ود حمد جهز ياولد جردل الموية وخلي الخروف يشرب موية
وجيب ليك كباية فيها موية ملح عشان نفخ الفشفاش وجيب معاك المفراكة والصواني قبل
كل حاجة تعال شيل معى اخوانك السلم دا وا تكلوه علي الحيطة حقت الاوضة ديك كمان
ماتنسي جيب ليك خشبة عشان نكسر فيها اللحمة – لابد من صورة تذكارية مع الخروف
بعدسة اخي الكبير اتذكر بها الخروف بعد ظهور وتحميض الفيلم وطبعه في الاستديو بعد
العيد - تم تجهيز كل الطلبات خلاص ياولد
تعال امسك الكورعين الورانيات حقت الخروف امسك قوي تم الان ذبح الخروف خلاص ياولد
فك كورعينه فرفر الخروف كثيرا والان وقفت الفرفرة وبداء عمنا يوسف في عمل خرم في
رجل الخروف الوراء وبداء في عملية نفخ الخروف بفمه بعد ان اوجد له منفذا عن طريق
المفراكة وكل مرة اراه يسحب في الارجل الامامية لكي يصل لها الهواء ويضرب
بالمفراكة على جلد الخروف لكي يتمدد الهواء ويصل الي جميع اجزاء الخروف - هذه
العملية سوف تساعده في عملية السلخ في المرحلة القادمة .
بداء عمنا
يوسف عملية السلخ والخروف علي الارض بسلخ الارجل الخلفية وقطعها واظهار العصب لتتم
عن طريقه عملية رفع وشنكلة الخروف في السلم لتبداء عملية السلخ الفعلية تمت عملية
السلخ ماشاء الله عمنا يوسف يده سريعة والجلد نظيف بدون قدود ودي المرحلة البتهمني
انا عشان الجلد حقي وسوف يتم بيعه وهو العيدية حقتي وكلما كان سليما سوف يرتفع
ثمنه .
هاك ياولد
دفق الكرشة في الخور بره كان يمر بالقرب منا الخور والذي ينتهي عند فندق النيل
مرورا الي البحر تم تنظيف الكرشة ووضعها في جردل به ماء وبداء عمنا يوسف في تقطيع
اللحمة ووضعها في الصواني والبدء في تكسيرها وقبل كل ذلك ياولد جيب ليك فنجان عشان
نخت فيه الاتي دا وطبعا عمنا يوسف لغف حتت الكبدة الزائدة قبيل من بدري .
ياعم يوسف
شيل الراس حق الخروف – ناس البيت كانوا لايحبون الراس وبخافوا انو يكركب بطنهم
عشان كدا كانوا بتجنبوا اكل راس الخروف .
عمنا يوسف
خلص الضبيحة طبق الراس ومعاه خمسة وعشرين قرش ماشفته قطع ليه حتت لحمة ولا لا .
شلت الجلد
وانا ماشي على سوق الجلود والجلد في سرج العجلة الوراني كان هنالك مشترين منتشرين
على طول الشارع يعرضون عليك اسعارهم انا كنت افضل اصل سوق الجلود السعر بين خمسة
عشر وخمسة وعشرين قرشا على حسب نظافة الجلد وخلوه من القدود بعته
واستلمت العشرين قرش وانا اكاد اطير من الفرح .
في طريق
العودة للمنزل جذبني مكان لعب البريمو ووقفت قدام القهوة في السوق بالقرب من دكان
الشيخ ختيت الشلن في الرقم اربعة ولم يلاحظني من يدير اللعب وكسبت وعند ذلك نظر
الي واعطاني نهرة شديدة امشي ياولد لقد كان من يدير اللعب ود فريقنا – تركت
البريمو وقبل المنزل دخلت الي ناس يوسف ابولبدة واشتريت كاس الايسكريم المصنوع من
البسيكوت وفي نهايته قليل من الشوكولاتة يمكن ايكون تحت هذه الشوكولاتة ابوقرشين
او قرش على حسب الحظ اشتريت كاس بي تعريفة وانا اكل بحذر واتمنى ان اكسب ولكن مافي
حاجة في النجايل طبلية لبيع الالعاب اخترت
تلك الكرتونة او العلبة المصنوعة من الورق المقوى واسمها شختك بختك واخذت واحدة
وحركتها بالقرب من اذني فيها شخشخة ولكن الله يعلم فيها شنو بالداخل العلبة بي قرش
يمكن يكون فيها صفارة اوبراية انتى وبختك دا كله ماكان الهم الهم الاكبر والعيد
الاكبر هو الذهاب الي السينما الساعة اثنين ظهرا وحضور الفيلم الهندي دار سنج في
الوطنية او الذهاب الي الخواجة وحضور الفيلم الروماني هرقل ,
اتعمل
الفطور شية الجمر وشية الصاج والمرارة والشطة بالاتي وبدونه كان السائد ان يقطع
الخروف ويوضع في الصاج ويحمر كله لم تكن هنالك ثلاجات متوفرة لتوضع فيها اللحمة
تفطر من هذه الشية وترفع البقية بي صاجها في المشلعيب وتسخن في اليوم التالي وتكون
لها نكهة مختلفة ولذيذة .
جزء من
اللحمة يتم تقطيعه بطريقة معينة تسمى الشرموط ويعلق في حبل يكون ممتد داخل المطبخ
.
جدتي كانت
تطبخ الكمونية بصورة جيدة تركز فيها على كمية البصل والذي يكون نصف الحلة تقريبا
مما يعطي الكمونية مذاق فيه طعم السكر .
في اليوم
الثالث للعيد يكون اخر شئ
ناكله من
الخروف هو الربيت ذلك الشحم والذي يحمر ويكون له مذاق وقرمشة لذيذة تسمع صوتها - طبعا الوقت داك كنا صغار مابنعرف الشربوت.
دائما
الغداء في البيت الكبير الجميع متلمين هنالك الويكة الخفيفة بالكسرى واللحمة الشية
والشربوت البارد والكمونية المحمرة الناشفة وتسمى النفولة والسلطة الخضراء الطماطم
والعجور وهم مقطعين كبار وعليهم ليمونة وشطة حمراء وملح والسلطة موضوعة في الصحن
والذي يقال له السرويس وطبعا الملاحة حاضرة .
والعيد قرب
تحية الي كل اهلي واصدقائي ومعارفي في
ودمدني وكل عام وانتم بخير والعيد مبارك عليكم وكل سنة طيبين طيبين .
تعليقات
إرسال تعليق