الرحالة خالد عشرية

ودمدني كانت أيام جميلة

الرحالة خالد عشرية

=================

 كل واحد يا اولاد يجيب معاه قرش ويجي المدرسة العصر بعدين. هكذا قال لنا الاستاذ قبل ما يفكونا الي البيوت بعد أنتهاء اليوم الدراسي طيب نجي ليه يا استاذ ونجيب معانا قرش في شنو الليلة في المدرسة الحاوي مش كدا لا يا اولاد الليلة في عمكم الرحالة البطل خالد عشرية يحكي لكم كيف هزم وأنتصر علي الاسد في الغابة .

ذهبت الي البيت وفي ذهني صورة عمنا خالد عشرية وهو ذلك الرجل الابيض اللون الفارع الطول ذو الخطوات الواسعة والذي يخرج من فريق الطملة في طريقه يوميا نحو السوق كيف قاتل الاسد في الغابة وطاف بخاطري قصة اندروا والاسد في كتاب المطالعة عندما وجد الفارس اندروا ذلك الاسد في الغابة ونزع عنه الشوكة من رجله وتمر الشهور ويقبض علي الفارس اندروا بتهمة الخيانة وكان ملوك الرومان يعاقبون بالاسود والتي يتم تجويعها واطلاق سراحها في حلبة المصارعة لتفترس المحكوم عليهم بالموت وكان من نصيب الفارس اندروا ذلك الاسد والذي ساعده بنزع الشوكة من رجله فحفظ له الاسد ذلك الجميل سرحت بالخيال كيف قاتل العم خالد عشرية الاسد كنت مستعجلا في الخروج من المنزل وتناولت طعام الغداء علي عجل وكان همي هو الحصول علي القرش من ناس البيت والعودة سريعا الي مدرسة النهر مكان اللقاء بالرحالة خالد عشرية وذكرياته في التجوال والترحال في اقاليم السودان المختلفة وحكاياته عن سكان تلك المناطق وكيف ان بعض السكان لايلبسون ملابس ويعيشون عراة ووثق لكل ذلك بالصور لقد حجبت هذا النوع من الصور والتي تخدش الحياء العام.

 لديه معرض صور متحرك يصاحب كل لقاء يعقده في المدن والقري  المختلفة .

في زمن لم يكن الاتصال متوفرا كما يحدث الان كان العم خالد عشرية عبارة عن قناة تعريفية بي كل اقاليم السودان والبلدان المجاورة عادات الناس وتقاليدهم المختلفة لقد كان ابن بطوطة السوداني زار ووصل حتى فاس المابعدها ناس في بلاد المغرب علي حدود المحيط الاطلسي .

تم توفير مسرح مؤقت عن طريق الادراج الخاصة  بالطلاب والتي تم رصها بجوار بعض وفرش سجادة عليها فتم الحصول علي مسرح اعتلاه العم خالد عشرية .

يشدك اليه تلك البنية الضخمة والطول الفارع والملابس والتي تشبه ملابس رجال الشرطة زمان وخاصة الرداء القصير والقبعة والتي تشبه قبعة رعاة البقر في الافلام الامريكية وذلك الخنجر او السكين والذي يتدلي علي الجانب الايمن والذي يستعمل في القتال والمواجهات المباشرة مع الحيوانات المفترسة والتي تعترض طريقه في ترحاله وتجواله .

حكى لنا الكثير والمثير عن الاسود والمرفعين وتسلقه الجبال والنوم في اعلا الاشجار في الغابات لقد كان يوما تمنينا في نهايته ان نكون مثل العم خالد عشرية عندما نكبر ونطوف العالم كما فعل هو.

من قلب حي المدنيين خرج وانطلق نحو العالم في زمن كانت الحياة في السودان رغدة وهنيئة الناس يعيشون الحياة بسهولة ولم يفكروا في تلك السنين بترك البلاد والهجرة والسفر  الي الخارج الا حبا في المغامرة واكتشاف الجديد وهذا ما فعله عمنا خالد عشرية بالضبط الخروج حبا في المغامرة وزيادة المعرفة بالعالم الخارجي المحيط به .

في قلب حي المدنيين وعند طابونة جعفر وفي زقاق ناس عشرية كما كنا نطلق عليه في هذه المنطقة منازل لهذه العائلة الكبيرة ومن أشهرهم عمنا حسنين عشرية وتلك الكسكتة الشهيرة والتي لاتفارق راسه كذلك اخونا الطيب زكي الشهير بي كبسة واخيه لاعب الكرة الشهير طارق زكي والشهير بي تكل وعمنا سلامة والذي تزوج ابنة جدنا ابراهيم الحجزي كذلك لابد ان نتذكر نادر نظرية وابوكيس هذا فرع من اصل في هذه الناحية.

 وفي قلب فريق المدنيين وفريق الطملة بالتحديد وبالقرب وجوار ناس جنقول وابوالسعود هنا الجزء الاكبر من اهل خالد عشرية هنا عاش ابناء خالاته كمثال والدة الاخوة صلاح وزاهر وعباس ابناء الخالة بدور  وابناء عمومته كمثال عمنا قسم عشرية.

 في تداخل فريد بين العوائل في هذه المنطقة وخاصة بين عائلة عشرية وعائلة ابو السعود وعائلة جنقول وعائلة الدراوي هذه العوائل المتداخلة تمثل الجزء الاكبر لفريق الطملة ومعها في نفس المنطقة العائلة الممتدة والكبيرة عائلة ال ابوعيسي.

في هذا النسيج الاجتماعي المتفرد والذي يجمعه التصاهر والتزواج حتى صاروا كالعائلة الواحدة هنا البداية لعمنا الرحالة خالد عشرية.

هو خالد محمد سيد عشريه يقال انه تزوج عدد  سبعة وخمسين مرة  وانجب  من خمسه من زيجاته تلك.

اطلق علي ابنائه أسماء مميزة مثل :-  

كفاح وتسلق وجغرافيا وتاريخ.

كما اطلق علي بناته أسماء مميزة ايضا.

 تانا ورحلات وأهات.

 أخيه ميرغني  عشريه وهو والد اللواء معاش عمر عشريه مدير شرطة ولاية الجزيرة سابقا.

 خالد عشريه دخل السجن برفقة اسماعيل الازهري في حقبة النضال الوطني.

ميرغني عشريه أخ خالد عشرية  كان شاعر وأديب .

ومن طرائف خالد عشريه بان ميرغني عشريه كانت له سياره قديمه ماركة اوبيل قديمه شديد وصادف اخاهو خالد عشريه فطلب منه الركوب ومرافقته الي السوق فاعتذر خالد شكرا اخي ميرغني انا مستعجل ضاحكا  علي السياره القديمه.

توفي  سنة 1983 يوم عيد الاضحي وبيته كان في الشارع والذي يؤدي من ودكنان  الي  السوق الشعبي.

له الرحمة والمغفرة والجنة مثواه من الشخصيات الكبيرة والتي فرضت نفسها علي كل المجتمع السوداني بصفة عامة ومجتمع ودمدني بصفة خاصة والكلام عنه يحتاج الي كتاب منفصل يحكي مغامراته ورحلاته  وهذا تعريف بسيط للاجيال الحاضرة والتي لم تواكب تلك الفترة  .