الواعظ












ودمدني كانت أيام جميلة
الواعظ
===================


من صلى صلاة التراويح في جامع الحكومة الجامع الكبير استمع الي هذا المديح بين ركعات صلاة التراويح والذي يؤدى بصورة جماعية ومنه القيام للاتيان بالركعات التالية من الصلاة ( سيدنا عثمان جامع القران ) وهو ذكر طويل اتذكر منه هذه الجزئية - قبل دخول شهر رمضان نرى ميدان الملك او الحرية اوميدان نادي الاتحاد فيما بعد  قد اكتسى بحله زاهية تلك الاعمدة الطويلة وانوار الزينة الملونة وقطع القماس والاعلام المزركشة وركبت تلك المايكرفونات ذات البوز الطويل على تلك الصواري الطويلة .
عربة وزارة الاستعلامات والعمل ذلك الكومر ذو اللون الرمادي وبه ذلك الصندوق الكبير اخذت موقعها في ميدان الملك قبل شهر رمضان بايام وكنا نري العم موسي منهمكا بتجهيز تلك المايكرفونات استعدادا لهذا الشهر الكريم – عم موسي كنا نراه ايضا واذكر ونحن صغار في النجايل في القسم الاول ونجيلة ناس عمنا موسى المنيسي والسينما المتجولة وعربة الكومر الشهيرة والتي يقودها عمنا موسي وتلك الافلام في زمن لم يكن هنالك تلفزيون واستمتاعنا بتور الجر والحمار الذي ربطه في العربة واتى صاحب العربة وحرك العربة ومعها الحمار .
درجت الشئون الدينية في ذلك الزمان على احضار مقرئ للقران وواعظ يشرح ويفقه المواطنين  امور دينهم  في نهاية الخمسينات واوائل الستينات ونحن لم نشاهده حضر في شهر رمضان في سنة من السنين المقرئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ونزل مع جدي لامي في منزلنا بالقرب من جامع الحكومة .
كانت جدتي بعد صلاة التراويح تاخذ معها سجادتها وتلك الكورة الشهيرة فيها قليل من البليلة والتمر لتناولها مع صديقاتها وهن يستمعن لذلك الشرح والقصص الواقعية من الحياة والتي يجيد الاخوة المصريين الدعاة من شرحها وتوصيلها بصورة واضحة وتكون في نهار اليوم التالي في منزلنا مثار للنقاش بين جدتي وجيرانها في الفريق عندما يجتمعونا عندنا لسبب ما .
عمنا طه الرفاعي كان ملتزما بتوفير الكراسي بالمجان في ميدان الملك للواعظ تلك الكراسي المصنوعة من الصاج وكانت من اول كراسي الايجار للمناسبات في ودمدني – اكيد في واحد بيكون محتفظ بكرسي من هذه الكراسي العجيبة .
كان طه الرفاعي يملك ورشة كبيرة لصناعة الموبيليا في المنطقة الصناعية ومعرضا كبيرا في السوق الكبير اصاب كثير من النجاح في دنيا المال في ذلك الزمان وتزوج من الحاجة سعدية اخت كل من برعي عبدالعزيز صاحب الجنائن الشهير بحنتوب والتجاني والد الاخوين الشهيرين بحي دردق ونادي النهضة طلال ونبيل – لم يرزق العم طه الرفاعي بذرية فقام بتربية ابن اخيه صديق عبدالله الرفاعي اخ الفنان حيدر الرفاعي وقامت زوجته بتربية ابنة اخيها وتم زواجهم لي بعض من قبل عمنا طه وزوجته .
في ذلك الزمان لايوجد تلفزيون ولا مسلسلات الناس تصلي التروايح وتذهب من كانوا يسكنون بالقرب من جوا البلد للاستماع للواعظ ومن ثم العشاء والنوم المبكر والذي يوقظهم منه في ذلك الزمان عمنا عبداللطيف بتاع الحلاوة كما كنا نطلق عليه وذللك البوري العجيب ومن بعد ان اصابه المرض واقعده تلك العجلة الرهبية والعجيبة  اللساتك الكبيرة في الخلف واللساتك الصغيرة في الامام ومن ثم ظهرت تلك الدعايات والتي توصمه ببيع بعض المحرمات  في تجواله ذلك مستغلا مرضه لم اشاهد مايثبت  تلك الدعايات في ذلك الوقت .

فرقة ودازرق وتلك الاغاني والاناشيد والطبلة والدربوكة وسوسو وكرن وبزقلي وتلك الكوكبة من الشباب وكنا نحرص على الاستيقاظ لسماع تلك الاهازيج لمسحراتيه حداثة وشباب في ذلك الزمان .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة النويري

عائلة الحضري

عائلة الكارب