أيام رمضان زمان















دمدني كانت أيام جميلة
أيام رمضان زمان
======================

كان عم احمد سيد اللبن يحضر في الايام العادية بعد صلاة الصبح ومنطقة عمله تمتد من اطراف فريق البحيرية وانت متجه شمالا حتى  بيت عزت ابو العلا مع التفريعات الموجودة في هذا الشارع والتي قد تصل حتى زقاق ناس  الحضري  .
في رمضان يحضر عم احمد بعد صلاة العصر وترى الجميع منتظر قدومه في الموقع بجوار منزل  عمنا طه بتاع الفحم انها فرصة لتجاذب الحديث بين الرجال الموجودين والنساء الكبار او الحبوبات وهن يتجاذبن اطراف الحديث ويسترجعن ايام الشباب  وصاحبة البيت وزوجة عمنا طه اسمها حبوبة .
وصل عم احمد وهو يمتطي الحمارة  الفاريها حقته وقدور اللبن باليمين واليسار وواحده صغيرة يحملها امامه في هذه اللحظة تظهر المواعين والتي يحملها الزبائن وهي في الاغلب حلة اللبن المعتادة في البيت تتفاوت درجة النظافة بين حلة واخرى ويظهر اثار التجلي والحكحكة في الكثير من هذه الاواني حتى ان بعضها يعكس اشعة الشمس كانه مرايا او منضرة موجهة نحو الشمس ومعكوسة عليك .
في شهر رمضان تزداد كمية اللبن المستهلكة عند الاسر وخاصة مع الرقاق باللبن والذي يكون السحور المعتاد عند الكثير من الاسر .
عم احمد دائما وبعد ان يبيع اللبن وهو يلبس ذلك الثوب الابيض والذي يكون علي شكل الملفحة في دلالة علي ان عم احمد والقادم من الغنوماب  عربي اصيل وبعد ان تقدم في العمر استلم الراية بديلا عنه ابنه سعيد وكان خير خلف لما سلف  .
 تكون الدنيا قرب المغرب ويتبارى سكان الفريق في دعوته للفطور معهم وكانت جدتي لها الرحمة تدعوه في الكثير من ايام رمضان لتناول الفطور معنا في البيت انه زمن التراحم والناس الطيبين .
في ذلك الزمان لم تكن الثلاجات متوفرة عند كل الاسر كانوا يكتفون بالازيار والمشلعيب او دواء كديس كما يطلق عليه ناس الغرب ويرفع فيه مازاد من حلة الملاح كما توجد النملية لحفظ اللبن والروب .
عند العصر ودائما في اركان الفريق ينشط الاولاد المدردحين شوية ويحضرون الواح الثلج والذي كان له سوق رائج بين سكان الفريق والثلج يحضر في شوالات مملؤة  بالنشارة ويتم البيع بمبلغ بسيط  حسب الطلب او بربع او نصف اللوح لمن عنده عزومة كبيرة  او رحمتات .
ترى الناس وهم راجعون من اماكن عملهم وهم يحملون اكياس الورق وبها السلطة او الطعمية وفي اليد الاخرى ماعون الفول من ابوظريفة او كشك لم تكن في تلك الازمان اكياس بلاستيك لابد لك من حمل ماعون معك من البيت للفول .
القادمون من المنطقة الصناعية يحملون زجاج الجنجبيرة من مصنع الخواجة والكثير من المواطنين من غير العاملين في المنطقة الصناعية يذهبون اليها لاحضار هذا العصير والتي تغلب عليه بهار الجنزبيل المستخدم  في صنعه .
المويات المعتادة في اغلب البيوت كانت الشربات او شراب الليمون والابري الاحمر والقمردين لم تنتشر الخلاطات والتي كنا نراها فقط في السوق الكبير في محلات الهيلا هوب  نادرا ماتكون هذه الخلاطات في المنازل يعني مافي منقا مخلوطة او برتقال عصير الا مايعصر باليد كالليمون والذي يشكل الشراب الاول في كل موائد افطار رمضان .
في بعض الاحيان تاتيك الرغبة وخاصة عندما يكون اليوم حار في تجهيز عصير من دكان حاج حمزة وتحضره من النهار سواء كان شعير او تمري هندي او كركدي وفي النهاية عند المغرب قد لاتشربه بس دي عطشة نهار وبس .
الفطور في الشارع امام منزل معين من منازل الفريق يقوم صاحب المنزل بتجهيز مكان الفطور بالخارج وتجهيز الفرشات والاباريق والكل يحضر صينية فطوره حسب استطاعته وغالبا يحملها الولد الكبير ويضعها امام الوالد والذي يأخذ له مكانا في هذا المكان الجامع والذي يجتمع فيه ناس الفريق دون تفرقة او تمييز.
عند منتصف النهار تستقبلك رائحة البليلة العدسي وهي في النار موضوعة في المنقد او الكانون  وترى الحركة في البيت قد بدأت التجهيزات للفطور بي بل الابري في الجردل سواء كان جردل ربع للاسر الكبيرة او الجردل الصغير للاسر المحدودة العدد وكمان بل التمر في الكورة ومن له بحبوحة من العيش بل القمردين ايضا مع ان سعره لم يكن مرتفعا وايام العزومات يتم بل التين والزبيب ليس كل يوم بل مرتبط بمناسبة دعوة او ضيوف يفطرون في البيت .
الكثير من الاسر عواسة الكسرة شئ عادي في شهر رمضان وحلة الملاح أي كان نوعه تعمل يوميا وذلك لعشاء شهر رمضان .
العصيدة او اللقمة وملاح اللقمة دائما تعمل قبل المغرب في وقت العصر المتأخر وقد تتكون في الاغلب الاعم الملاح يكون التقلية او ام دقوقة كما يطلق عليه سكان ودمدني او ملاح نعيمية او ملاح روب ابيض او ملاح ويكاب اللوبة او الويكاب باللبن هذه ملحات اللقمة السائدة خلال شهر رمضان وطبعا التجهيز والطبخ علي موقد الفحم لم يكن الغاز معروفا الا علي نطاق ضيق ومحدود والغالبية هم تجار السوق الكبار بقية السكان الفحم هو الوقود  .
سلطة الروب او السلطة الخضراء بالفول المسحون والشوربة والطعمية يمكن ان تكون من الاشياء المشتركة بين السكان قد تزداد المائدة حسب دخل الاسرة او العائلة بي صحن شية لحم او صحن كبدة او صحن بيض او صحن سجك او صحن فول من ابوظريفة لم تظهر السمبوسة او المعجنات او البيتزا في ذلك الزمان .
في رمضان تتبارى الكثير من الاسر في اخراج صدقة عن اقربائهم المتوفين تستعد جدتي لهذا اليوم بعمل الفتة ام توم كما يقولون  والرز واللحم المحمر وعمل كمية كبيرة من عصير الحلو مر والتمر المبلول ويتم تجهيز صحون الفتة ويفضل ان يدعى في البداية اطفال الفريق للاكل وهذه بركة في اعتقاد حبوباتنا الكبار وبعد ذلك تؤخذ الصحون لابري والتمر وهو مايطلق عليه بالرحمتات الي مساكين الجامع او الناس الذين يكونون علي اسوار الجامع وليس لهم منازل او عوائل وتقسم عليهم هذه الرحمتات صدقة وكفارة للمتوفين .
صلاة العشاء والتروايح تكون جامعة في جامع الحكومة وتمتاز بالسرعة والايقاع السريع لعدد من الركعات قد يتجاوز العشرين ركعة بين كل ركعتين يقال دعاء سريع ذو ايقاع تطرب له الانفس ومن زكريات ذلك الدعاء الباقية في الذاكرة ما كلنا نردده سيدنا عثمان جامع القران .
بعد صلاة التراويح كنا نقلد الكبار ولكن في وقت مبكر بالنسبة للسحور ونحاول ترديد تلك الاهازيج والتي كان يرددها الكبار من فرقة ودازرق في وقت السحور.
الذهاب الي الواعظ مع اهلنا الكبار والعودة بعد انتهاء الواعظ في وقت مبكر بعد ان يكون اطراف ميدان الملك مرتعا لكثير من اللعبات والتي كنا نحاول ان نقضي بها الوقت والكبار يستمعون الي الارشادات الدينية وقصص القران وتلاوة القران بذلك الصوت العذب من القارئ المصري.

العودة للمنزل وتناول وجبة العشاء مع الكبار استعدادا لصوم يوم جديد قد يكون في بعض الاحيان وعند اشتداد الحرارة صيام الضب كما يقولون والقيام للسحور قد لايتحقق كل يوم وانت تصحو مع الصباح لتجد كورة اللبن او كوز العصير او كورة الرقاق باللبن  بجانبك وفي كثير من الاحيان لاتتوانى في شربهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة النويري

عائلة الحضري

عائلة الكارب