توتو ماتا


ودمدني كانت أيام جميلة
توتو ماتا
================
شمال صينية كبري حنتوب مباشرة وفي المنطقة المعروفة الان بي النشيشيبة او جامعة الجزيرة كان يوجد حي عشوائي تحكى عنه الاساطير لايمكن للحكومة أن تهدمه لان كمية العروق والكتابة والسحر المستخدم من قبل سكان هذه المنطقة العشوائية تمنع او من المستحيل القيام بذلك. دخلت كراكات الحكومة وسوت منازل هذا الحي بالارض وهي من الجالوص كل السكان من دول غرب افريقيا على اختلاف اعراقهم والسنتهم هدفهم واحد هو الوصول الي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وهذه المنطقة ماهي الا محطة لتجميع الانفس والتي قد تمتد الي عشرات السنين قد ينجح البعض في تحقيق حلمه ولكن الاغلبية يكون مصيرها الفشل والاكتفاء بالاستقرار في السودان بعد حصولهم على الجنسية السودانية تطبيقا للمعايير الدولية والتى حرصت حكوماتنا على تطبيقها او في زمن الفوضى والاحزاب والانتخابات ومنح الجنسية لكل الوافدين لتكبير الكوم والفوز في  الدوائر الانتخابية .
قبل عملية الهدم تم تعويض من يحملون الجنسية السودانية بقطعة ارض في حي اركويت مع من سبقهم من مستحقي الخطة الاسكانية من سكان احياء مدني القديمة وغير السودانيين تم ترحيلهمالي مناطق عشوائية مثل الثورة موبي وحلة رضوان ومحجوب.
كلمة توتو ماتا 
تعني امراة الرجل او مرة الراجل
بدأ أبكر وزوجته الشابة الرحلة المقدسة انطلاقا من شمال نيجريا ومن مدينة كانو متجهين صوب الشمس كما قيل لهم من كبارهم وهم يتجهون صوب الاراضي المقدسة مخترقين دولة تشاد وحتى مستقرهم بمدينة الجنينة السودانية والتي مكثوا بها سنة حتى وضعت امينة حملها مولود ذكر سمي اسحاق .كبر اسحاق ولابد من مواصلة الرحلة نحو الشرق متتبعين الشمس وكما تطير الطيور في هجراتها من الشمال الى الجنوب وبالعكس هنالك محطات يتم التوقف فيها ومعرفتها بيلوجيا كانت محطتهم التالية هي مدينة ودمدني الحبيبة وفي شمالها كان  مستقرهم .بدأ أبكر عمله في سوق ودمدني للخضار وبدأت أمينة تتلمس خطواتها الاولى في حي الدباغة القريب منها سرعان ماتحصلت على زبائن تقوم بغسل ملابسهم في ماتعارف عليه في الحساب  بالدستة .كبر اسحاق وصار يذهب مع والده للسوق وسريعا اصبح حريفا وسميعا لكلمة كيس التي امتهن بيعها في السوق .تمر السنوات وترزق أمينة بي دستة من الاولاد والبنات ويتقدم العمر والرحلة المقدسة الى مكه في الخاطر ولابد من بلوغ الحلم .صارت توتو ماتا هي المحطة الاهم في رحلة الاخوة من غرب افريقيا القاصدين الحج .في نهاية التسعينات من القرن الماضي وانا في مكه المكرمة لمحت واحدة حاجة تبيع الفول والتسالي اشتريت منها وتجاذبت معها اطراف الحديث وسألتها من اين اتت - ياللهول ماذا قالت لي قالت انها اتت الى مكه من ودمدني ومن حي توتو ماتا تحديدا .لقد نجحت هذه الحاجة اخيرا في عبور البحر الاحمر والوصول والاستقرار في مكه المكرمه ياتري هل نجحت أمينة وزوجها أبكر في ذلك. .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة النويري

عائلة الحضري

عائلة الكارب