أكشاك الملجة
ودمدني كانت أيام جميلة
أكشاك الملجة
==============
في نهاية الستينات وبداية السبعينات بداء عصر الترزية وتفصيل الملابس ينحسر تدريجيا وكان سوق الملابس يكاد يكون منطقة مقفولة للترزية الكبار في تفصيل الملابس للرجال والنساء امثال المعلمين الكبار كبير مشجعي نادي الاتحاد صالح محمد توم وكمية الصنايعية المتواجدين معه في الدكان وتلك الكمية الهائلة من البناطلين والقمصان تحت التجهيز للخياطة والترزي الشهير عاشق نادي الاهلي محجوب عبد العزير ونفس كمية الصنايعية المتواجدين في الدكان وتلك البناطلين ذات التقاليد الانجليزية العريقة والابازيين التي تركب في البنطلون قبل ظهور عصر القاش او الحزام ونجد كذلك الخال صديق عثمان مدرب نادي النيل وتخصص البدل السفاري وبالقرب منه الترزي هاشم الجمال وكمية كبيرة من الترزية كانوا هم في الواجهة .
ومن ترزية الستاتي او النساء الطيب السيد وفؤاد ومجموعة كبيرة كانت تغطي احياء ودمدني لم يكونوا محصورين في السوق مثل الترزية الرجالي .
بداء عصر الملابس الجاهزة والاحذية المستوردة يظهر تدريجيا في ودمدني في بعض المحلات في ودمدني امثال مخازن الرجوبة ومخازن النصر وعمك الطاهر عمر والد الناظر عمر وعلي وعبد الرحمن وصديق واخوانهم وواحد من ال حمد دكاكين متفرقة في سوق ودمدني محصورة في شارع الجمهورية وفي الشارع المتفرع منه في صف اجزخانة الحضري وبالقرب منهم كان محل الشركة الايطالية العريقة في تصنيع الاحذية باتا .
في تلك الفترة ظهرت بعض الشركات الوطنية في تصنيع الملابس الجاهزة امثال سلوي بوتيك واسندكو وتمو شيك للاحذية فظهرت تبعا لذلك منافذ كثيرة للتوزيع في ودمدني تمثلت نواتها الاولى في اكشاك في وسط سوق ودمدني بالقرب من شركة جلاتلي هانكي ومعروضات بنكي ومعروضات هافانا ومعروضات سمية ومعروضات ال ضو البيت هذه الاكشاك كانت خليط من اكشاك بيع الملابس الجاهزة خاصة بعد ظهور عصر بناطلين الجينز والكوردورايت فتم اعطائهم تلك المساحة وكانوا كلهم من ابناء ودمدني عوائل معروفة متخصصة في بيع نوع واحد من المنتجات سواء كانت احذية او ملبوسات .
اتذكر دكان والد زوجتي عبدالله كلي كان في الدكاكين الثابتة جنوب الاكشاك كان ملتقي لكل تجار الشنطة من مصر في ذلك الزمان حيدر قطامة وابن عمه مرتضي امين بركات وزومبة وجمال ركس وقناب ود الدرنية واستاذ حسن الكردي وعلم محجوب وغيرهم من ابناء ودمدني وهذا الدكان يكون محطتهم الاولى لتوزيع بضائعهم للتجار في ودمدني وهذا الدكان كان قريب منه دكان عبد الحفيظ والشهير بي البلو جينز من دكان كلي كانت تتم تغذية الاكشاك بالبضائع المستوردة بواسطة تجار الشنطة وخاصة من مصر .
ضاقت المساحة المخصصة للاكشاك في تلك المنطقة كما تم البدأ في نقل اسواق اللحوم والخضار من وسط السوق الي منطقة ملجة الخضار وتبع ذلك تفكيك تلك الاكشاك والاكشاك التي كانت محيطة بي زناكي اللحمة من العجلاتية وباعة الخضر والفاكهة الي المكان الجديد والذي سمي بي اكشاك الملجة .
تم الانتقال الي اكشاك الملجة وظهرت اسماء جديدة في دنيا بيع الملابس الجاهزة للنساء والرجال في ودمدني اسماء اخذت رواج وشهرة كبيرة .
هذه الاسماء لم تصمد كثيرا في السوق وتلاشت بسرعة واختفت من السوق هل ودمدني تاكل ابنائها كلا وكلا انهم انجرفوا في طريق لزيادة الثروة بسرعة فابتلعهم غول السوق وظهرت تجارة العربات بالدين او بالشيكات فانت تبيع العربية بالكاش اقل من الثمن والذي اشتريته بها او مايعرف بالكسر وعند ميعاد سداد الشيكات لايوجد عندك رصيد للسداد فتحرر شيكات اخري بمبالغ اكبر وفي تواريخ لاحقة وهكذا تدخل في هذه الدوامة ويكون مصيرك السجن واتذكر في ذلك الزمان كانت المبالغ بي عشرات الملايين سمعت الان انها صارت بي المليارات .
وظهر هوامير جدد فاعملوا فيهم سكاكينهم كما يعمل ( الجزار ) في الذبيحة فتم تقطيعهم وابتلاعهم بدون مشقة .
من منا لايذكر ابن الدرنية عادل كاسيو وذلك البوتيك الانيق الذي طبقت شهرته كل ودمدني كذلك اماسينا لاصحابها اولاد سيد ابوشنب محمد وعادل والتي كانت بضائعهم تفوق مايعرف اليوم بي سعد قشرة كل الثياب الراقية وفساتين السهرة ومستلزمات الاطفال كان هذا الكشك في مواسم الاعياد ترى كل عائلة قرايبنا ال مدني عبد الرحيم كلهم في هذا الكشك لمساعدة ابناء خالتهم وابناء عمتهم اين كشك اماسينا اكله السوق والجزارين الموجدين في السوق .
اكشاك الملجة تنوع النشاط والذي يمارس فيها تشاهد مجموعة من هذه الاكشاك تبيع الطعام واخرى تصنع فيها الاحذية واخرى تباع فيها الاواني المنزلية فأصبحت هذه الاكشاك سوقا منفصلا لحاله تجد فيها كل ماتحتاجه .
في ذلك الزمان اذكر علي سبيل المثال من اصحاب الاكشاك المشهورة حسن ابوسفة واخوانه كانت لهم مجموعة من الاكشاك وهم يسكنون في اول خور ودابو شنب في المنطقة العالية بين شارع سنكات جبرونا وكبري ناس شاويش كذلك اذكر التوم ابن عم ناس عبدالله بدوي تجار الجلود المشهورين والاخ الفاتح الناير صاحب الكشك والذي كان متخصص في بيع ريحة الزواج وابن عمنا عمر ايوب وجاره كاش وعبد الباسط وال عثمان العوض وابنهم ابوعبيدة وال جنقول وال الجاماك وهولاء متخصصون في بيع الاحذية وقريبهم منصور والد عثمان زنا وخالد ومهدي الصوفي واخونا صلاح ابراهيم وبشير بشبش واسماء اخرى كثيرة كانت اعلاما في الاكشاك .
عدت الي ودمدني بعد غيبة خمسة سنوات في عام 2001م وانا في موقف المواصلات في السوق الكبير لمحته وهو يحمل في يديه مجموعة من فتائل الريحة يعرضها للبيع على الواقف فتذكرت مجموعة الاكشاك التي كانو يملكونها في اكشاك الملجة فتجنبت ان اسلم عليه ونظرت بعيدا وخلسة كنت امسح دمعة طفرت من عيني لهذا المنظر ولحال الدنيا وحال اولاد ودمدني كيف صاروا .
اولاد ودمدني خف بريقهم في الاكشاك وظهرت فئة جديدة من التجار برؤس اموال ضخمة استولوا علي الاكشاك واكتفي التجار من ابناء ودمدني بالجلوس علي مايعرف اليوم بالطبالي واصبح من يديرون هذه الاكشاك كلهم من شرق الجزيرة في ظاهرة امتدت من اكشاك ودمدني لتصل الي سوق ليبيا في امدرمان ومن اشهرهم عائلة تعرف بالسدارنة .
مما يخفف من نار الحسرة علي اولاد ودمدني والذين كانوا اصحاب اليد الطولى في هذا المجال ظهور جيل متعلم مستنير ولهم خلفية تجارية من اسر عريقة في مجال التجارة ابناء فريقي واصحابي قرشي الفاضل ابن الدناقلة انصارالمهدي والذي صار رقم واحد في هذه الاكشاك وعديله احمد الفكي جيلاني ابن عائلة جيلاني ادم الشهيرة بالقسم الاول وابن اخت قطب المريخ الكبير وصاحب مدارس بيت الامانة الثانوية بامدرمان فواد التوم - واحمد الفكي لايقل من ناحية الشهرة من قرشي نتمنى لهم دوام التقدم والازدهار هم عزائونا في ماتبقى من اولاد ودمدني في اكشاك الملجة .
تعليقات
إرسال تعليق