فريق الحلبة




ودمدني كانت أيام جميلة
فريق الحلبة
=====================

فريق الحلبة بفتح الحاء واللام يتوسط حي المدنيين من جهة الغرب يحد بمنازل ال الحجزي والدرنية ومن ناحية الشمال بمنازل عائلة السناري ومن ناحية الشرق بشارع التراب الخارج من القبة ومتجه جنوبا ليلتقي بشارع البحيرية ومن ناحية الجنوب شارع سنكات جبرونا عند محطة الاشراف -
من هم الحلبة هنالك قول انهم من الغجر هاجروا الى السودان مع موجات الهجرة والتي اعقبت حملة محمد علي باشا والتي نفذها ابنه اسماعيل باشا وقد اتت هجرتهم من مصر مع هذه الحملة وقول اخر يقول انهم من حلب السورية  .
استقروا في هذا الفريق ومهنتهم الاولى هي الحدادة صناعة المناقد وترقيع الاواني المنزلية الخربة وتصليح السراير - اتجه كثير من أبنائهم الي مهنة الجزارة واحتلوا قسما كبيرا من زنك اللحوم بودمدني ومن أشهرهم مشجع نادي الاهلي الكبير ومورد اللحوم التوري الرملي اسمه الحقيقي هو يوسف الرملي وأكبر أبناءه هو حمد يوسف الرملي ويقيم في حي شندي فوق مع أسرته .  وأخ التوري هو الجزار ايضا وعاشق نادي الاهلي يحي ود الرملي تجده من العصر في نادي الاهلي  -
قبل تخطيط حي المدنيين كان فريق الحلبة به كثافة سكانية عالية دائما الاقليات للحفاظ على النوع يتكاثرون بصورة رهبية وهذا نجده عند الحلبة يتزوج ابنائهم في سن مبكرة- والمنازل متداخلة مع الشوارع وانت تسير في شارع في فريق الحلبة تجد نفسك وقد دخلت داخل منزل.
هذه الكثافة السكانية العالية  وفي هذه الرقعة الضيقة من الأرض خلق الكثير من   المشاكل فيما بينهم اقل مشكلة لازم يحضر فيها البوليس تراهم وهم يتجهون ناحية الاوسط كانوا يقولون له الاساس { انا امشي الاساس واجيب ليكم الكومر } كانت سيارة الشرطة هي الكومر الكبير هذا المنظر كان يتجدد يوميا - من الاشياء الظريفة والتي اذكرها ان امراة من فريق الحلبة لم تشهد مشكلة كبيرة وعندما حضرت حكي لها عن الشكلة اصرت هذه المراة ودفعت ريال عشرة قروش وقالت لاصحاب المشكلة دوروها مرة تانية انا عاوزة اشوف .
أظرف شخصيه حلبيه (عوض الجيد ) عندما يرفع طرف العراقى بعد ان يدفع للفلاتية  تعريفه ويقول ليها ياحاجه زيدي الفول وشوفي التحتو.
في رحلة يومية في الصباح الباكر يقود العم العيافي  عربة الكارو وهو يحمل فيها شامة  وبنت ناس دهباية  و مطايبات  والتومة  بتاعت الساندوتشات وكثير من الحلبيات متجها الي السوق الكبير مرورا بجزارات اللحم لزوم شراء الكمونية ولحم الراس والعظام والكوارع والطايوق المخ ثم من بعد الى سوق الفواكة لشراء المنقا والبرتقال والدليب والموز او ما اعترف على تسميته بالزوبار مرورا بملجة الخضار وشراء كثير من الاصناف مع التركيز على التبش.
 -يرجع العم العيافي  بحمولته الكبيرة هذه صوب فريق الحلبة لينقلب الفريق الى سوق كبير يموج بالبشر تحتل المراة الاكثر شهرة في فريق الحلبة موقعها في قلب السوق وامامها بضاعتها المشهورة والتي تسمى  بالزوبار هذه المرأة هي شامة هنالك امراة اخرى تبيع الزوبار اسمها عزيزه بت حمود .
 قبل المغرب تكون شامة  قد انتهت من بيع كل بضاعتها والتفتت الى نفسها وشافت مزاجها وصلحت راسها ليبدأ فصل جديد عند المغرب وسرعان ماكنا نشاهد عربة الكومر وهي تتجه صوب فريق الحلبة.
اصبح الصباح على جو مطير زادت حركة الناس وظهرت وجوه غريبة في صباح هذا اليوم الكل يبحث عن الفسيخ الحلو المامسيخ كما تنادي عليه بائعته الحلبية وهي تحمله في القفة على راسها هذا اليوم سوف يكون البيع بالنسبة لها في مقر سكنها وسوف ترتاح من المشاوير الطويلة والتي كانت تقطعها في سبيل تسويق منتجها – من الاماكن والتي   كانت تشتهر ببيع الفسيخ في ودمدني الاطرش في ام سويقو وفريق الحلبة في ذلك الزمان لايوجد بيع للفسيخ امام زنك السمك القديم كما حصل لاحقا للفسيخ المستورد من الدويم -
جهز العم العيافي  عربته الكارو وحصانه المجهد الهزيل لرحلته اليومية المعتادة للسوق الكبير ازدادت الحمولة راكبا اخر حينما اصرت شامة  على ذهاب ابنتها مريم  معها لتغيب زوجها عن الحضور لعدة ايام عن المنزل والذهاب له في مقر عمله بزنكي اللحوم لم تجد مريم  كبير عناء في ترك بنتيها الصغيرتين سمية  وسميرة عند جيرانهم ناس بت حواء وذلك لحين عودتها من السوق -
في السوق الكبير وعند الزنكي الثالث بعد كل من زنكي الرغيف والكمونية وقف رجلا بادية عليه ملامح القوة والرجولة يرتدي ثوبا ابيضا ناصع البياض وفوقه فوطه نظيفة وممسكا بيمناه بصندوق سجائر من نوع البينسون ذو الغلاف الذهبي في علامة واضحة على يسر الحال وامام الزنكي وقف الحنطور من نوع سيارات البيبي القديمة والتي تقص من النصف وتكون بها الكنبة الخليفة وتشبك بالحصان لتكون الحنطور والذي كان سائدا في ذلك الوقت نزلت من هذا الحنطور امرائتان وتوجهتا نحو ذلك الرجل النظيف لمعرفتهم المسبقة به وبدأ في تلبية طلباتهم من انواع اللحوم المختلفة ولزوم الضيافة قدم لهما من صندوق السجائر ولم يجدن حرجا في تقبلها وإشعالها في هذه المنطقة في قلب السوق حضرت شامة وابنتها ليبدأ فصل أخر من العتاب بينهم وبين السيدتين  والتي يبدوا أن لهم سابق معرفة بهم سرعان ماتطور العتاب الى مشكلة كبيرة نال فيها الجزار سيلا من الشتائم وتطور الامر الي عراك بالايدي تجمع على أثره الزبائن المتواجدين بالجزرات وباعة الاكياس والشيالة تم احتواء الموقف بعد تدخل الأجاويد عمنا خالد الجزار  والعم كامل الجزار   بترضية شامة  وابنتها واعتذار الجزار لهم -
تمر سنوات طويلة قضيتها خارج السودان وفي اوائل الثمانيات من القرن الماضي وانا امام منزلنا بالقسم الاول اشاهد العجب ذلك الجزار ذو الملابس البيضاء والذي كان مضرب المثل في النظافة وهو واقف في طربيزته في الزنكي الان  عليه ملابس رثه قديمة متسخه وهو يترنح ناحية اليمين وناحية اليسار وتفوح منه رائحة الخمرة ويهمهم بكلام غير مفهوم تحسرت عليه وتذكرت ايام مجده في زنكي اللحمه.
عادت شامة  وابنتها مريم  في رحلة عكسية مع العم العيافي لتحضر بنتاها من عند جيرانهم ولتجد ابنتها الكبرى قد عادت من المدرسة عند مريم  ثلاثة بنات.
 أما مريم  ولقرب منزلهم من السوق الشعبي بعد رحيلهم من فريق الحلبة تبيع الطعام في هذا السوق وتلحظ فيها بعد مرور كل هذه السنيين مسحة من الجمال
في منتصف الستينات بدأت  كثير من عوائل الحلبة بعد أن ازداد عددهم وضاقت عليهم منازلهم في الفريق القديم بالسكن في امتداد شارع مدارس فريني وأنت متجه ناحية المقابر وبالأخص على يدك اليمين وارتحل عدد كبير منهم الي حي شندي فوق -
لايذكر اسم الحلبة الا ويذكر نادي مريخ الحلبة والأب الروحي له عبدالمنعم مجذوب والذي ارتبط اسمه بهذا النادي داعما له كما ارتبط  هذا النادي بالعم بابكر ابشر وشي  له الرحمة صاحب المكتبة الشهيرة بالسوق الجديد والذي يتميز بتدخين الكدوس وفي مواجهة مكتبته دكان الترزي الشاعر صانع الشعارات للاندية والذي ارتبط اسمه بنادي الاصلاح -
تمر السنوات ويموت حصان عمنا العيافي  ويترك مهنة العربجية ويلتحق بموصلات الجزيرة كعامل مسئول عن رفع وانزال العفش في الباصات حتى ودعت مواصلات الجزيرة السير بين المدن وانتهت قصة عمنا العيافي  
فنان فريق الحلبة والحاضر في كل مناسباتهم هو عبدالله ود الحسن الشهير بي عبدالله ود الريري مهنته الاصلية سمكري موقع عمله امام فندق الخواض في صف السمكرية له اغنية يرددها دائما اللبن ابو لي بي اغنية من تراث غرب السودان  كان يشاركه في الكورس من اولاد الحلبة يحي ود الرملي والقانون و الاخ عثمان دفع الله  بالاضافة الي الغناء عبدالله ود الريري هو مؤذن جامع فريق الحلبة من الاشياء الطريفة عنه انه كان يغني في فاصل غنائي في فريق الحلبة وعندما حان موعد اذان العصر استأذن الجمهور وذهب الى المسجد ورفع الاذان ومن ثم عاود الغناء. -
ومن مغنيات فريق الحلبة ليالي  دائما حاضرة في مناسبات هذا الفريق.
غلبنا حيلة في سمرة وسميرة  من اشهرظريفات فريق الحلبة ومعهم اختهم المرحة خفيفة الظل سريعة النكتة حواية  –لديهم اخ كان يعمل في الصياغ ومولع بكرة القدم وكان يشرف على دافوري الصياغ والذي كان يلعب في ساحة المحاكم شمال ميدان الحرية
وانت في فريق الحلبة لابد ان تلتقي بي الزهور  الموسوعة المتحركة تجيب ليك خبر أم صبروا في ودمدني
هذه مشاهدات ومعايشة لهذا الفريق فريق الالمان او الأشراف أو الحلبة قبل اكثر من ثلاثين عاما لقد تغير الحال الان تفرق الحلبة في الاحياء المختلفة في ودمدني وانصهروا مع مجتمعاتهم الجديدة وارتفعت نسبة التعليم بينهم وتزاوجوا مع غيرهم خاصة وان فتياتهم يتميزن  بنسبة جمال عالية.
كان له سوط شهير تسمع فرقعته الصادرة منه من فريق الحلبة وانت بالقرب من قبة ودمدني ود ناس حسين دالي  الراعي هذه الفرقعة والتي تصدر من السوط تنبي سكان الفريق بأن الراعي قد وصل فتسمع صياح الحبوبات والخالات يا اولاد افتحوا الزربية خلو الغنم يطلعوا- يجمع عوض الراعي الاغنام ويتجه الي المرعي وغالبا بالقرب من ترعة التجارب .
يعود الراعي عند المساء واذا كان يحمل بين يديه مواليد جدد للاغنام تراه يتجه مباشرة لصاحبة التقرة والتي اصبحت غنماية بالمواليد الجدد وهو يصيح يابنت محمود التقرة ولدت- الفرحة لاتسع بنت محمود وتعطي الراعي من مفحضتها والتي تغير لونها من الاحمر الي الاسود شلن حته واحده لهذه البشارة الحلوة هذا الفرح يمتد لنا نحن ايضا سوف نأكل اللبا حليب التقرة الوالدة وزمان كنا بنقول نأكل اللبا ونقوم نقلبا .
من الشخصيات الظريفة والتي تحف بي فريق الحلبة ( حلمي )
حلمي  ركب العجلة الصباح واتجه الي السوف الشعبي وقطع تذكرة الي الخرطوم وتم رفع العجلة في البص وفي السوق الشعبي الخرطوم تم انزال العجلة من البص وحلمي  ركب العجلة الي امدرمان وقضى مشواره ورجع السوق الشعبي الخرطوم وقطع التذكرة الي مدني وتم رقع العجلة في البص الي مدني .
لو عاوز تربط مسمار امشي لي حلمي  يأجر ليك المفك لو عاوز تدق مسمار امشي لي حلمي  يأجر ليك شاكوش لو عاوز تضرب جير في مطبخكم امشي لي حلمي  يأجر ليك فرشة جير لو عاوز كارو امشي لي حلمي  يأجر ليك كارو أي شي متعلق بالكهرباء والنجارة والبناء والغاز كله عند حلمي  بالايجار شريط الكهربا بالايجار تلف السلك حقك وترجعوا التحية الي حلمي.                                                   رجل عبقري ومفكر ربنا يزيده استعمل مخه وعبقريته في كسب عيشه
من الأشياء الجميلة والحلوة في حي المدنيين وخاصة في المنطقة والتي تحيط بفريق الحلبة التكاتف في الملمات يعني أنا شفتا عائلة واحدة تقوم بتوفير وجبة الفطور لاهل العزاء وأنت جالس تشاهد مابين 15 و 20 صينية تأتي من منزل واحد لأهل المتوفى في صورة جميله للتوادد والتراحم في هذا الفريق العريق .
أيام المأتم تجد المشاركة من الشباب لايحدها حدود من فريق عمل المقابر بقيادة الشاب المجتهد عز الدين ابو شيبه ومساعدوه من الشباب النشط وجمعية حي المدنيين الخيرية فرع المنطقة المحيطة بفريق الحلبة والتحية لامين مخازن الجمعية الرجل الدغري والصلب مصطفى أيوب حسين .
من الشخصيات الظريفة والتي تجدها في بيوت العزاء مخففة عن أهل الميت- وبجد كانوا ينسونهم مصابهم الجلل ظرفاء الزمن الجميل عبيد ابوحنك كان من ظرفاء زمانه كانت له الكثير من النوادر والقفشات عاش حياة قصيرة كان ترزيا في المنطقة حول دكان صلاح هاشم تجد له شلة في بيوت العزاء يتجمعون حوله وكان كثير التشبيه للأشياء .
الشخصية الثانية الحاج ود البشير أو أستاذ الحاج عاش أيضا حياة قصيرة له الكثير من القفشات والنكات خاصة في دكان النجارة بتاع احمد شبك من تشبيهاته لشلة ود المبارك والذين كانوا يجلسون على برش في شارع القبة بانت عند مدخل حي البيان بالقول لهم انتم زي سار البحر أي زي حجر القور مابتتغيروا ولا بتزحوا من مكانكم دا والحمد لله حتي الان يجلسون في هذا البرش يلعبون الطاولة والضمنه .
وانت جالس في بيت العزاء تسمع المداعبات لي الطيب هاشم أو رزق الجاك عامر وتعليق ساخر من خالد بشير مكي وهكذا تمرأيام العزاء سريعا ولايشعر أهل المتوفى بفراق حبيبهم الا بعد رفع الفراش كانت أيام جميلة في ودمدني وترابط اسري لاحدود له وهذا ليس بمستغرب فجميع أهل ودمدني وخاصة حي المدنيين أهل.
الاسماء المذكورة هي أسماء  مستعارة لإشخاص حقيقين عاشوا في الفريق. @

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة النويري

عائلة الحضري

عائلة الكارب