الدرادر
ودمدني كانت أيام جميلة
الدرادر
==================
غرب منازل 114 وفي مكان مدرسة السيد علي الابتدائية الان وجامع حاجة حياة كانت توجد مباني اسطوانية الشكل سقفها مسطح وتسمى بالدرادر كانت مسكن لعمال البلدية او مايعرف في ذلك الوقت بعمال الالطه او العيفونة .
كان هولاء العمال يمتازون بالجسم القوي الرياضي وكانت امام منازلهم فسحة يمارسون فيها رياضة المصارعة والتي اشتهر بها ابناء جبال النوبة .
كانت المريسة تمثل لهم الغذاء الرئيسي وهي اهم عندهم من الاكل وانت مار بمنازلهم تطالعك الرائحة النفاذة لهذا المشروب البلدي المحبب لديهم .
كان هولاء العمال يؤدون عملهم في ذلك الزمان في خدمة التخلص من فضلات الانسان عن طريق مايعرف بالجرادل .
كانت لهم عدة عربات وترلات تجوب انحاء ودمدني في اوقات معينة جالبة معها روائح كريه .
من النوادر والتى تحكى في ذلك الزمان ان عمك استاذ النو وهو في طريق عودته للمنزل اشر للعربية القادمة وركب فيها وهو لايدري ماهي وبعد ان سارت العربة التفت الى عمال الالطةالجالسين بقربه وقال لهم منو العمله فيكم دا .
استاذ النو كنا دائما نشاهده وهو يعمل رسمي عند ركوبه معهم يحكى عنه انه كان نازل من العشير علي البحر كانت توجد طلمبات في تلك المنطقة ست الشربة حذرت القاعدين وقالت ليهم انامادايره ادي النو دا حاجة اليوم دسوا شربتكم دي وانا بقول ليه مافي حاجة القاعدين كلهم صبنوا شربتهم التحت البنبر والتحت العنقريب والتحت التربيزة جاء النو وقعد جمب واحد صاحبنا وقال ليه كب صاحبنا قال ليه الليلة ناشفة مافي حاجة وفي هذه اللحظة حضر ديك ودخل تحت البنبر وقاعد يفرفر القزازة جات متدحرجة طب عمنا النو مسكها وقال لصاحبنا كب كب وصار يغني دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحان .
عندما كنا صغارا كنا نجد لذة في معاكستهم ومن بعيد لبعيد ونصيح فيهم عيفونة شطة بي ليمونة .
لكي يتجنبوا معاكسة الاطفال كان يوجد بالقرب منهم في العربة فرع من شجرة النيم يتم غمسه في خزان التريلة عند اللزوم ورشق الاطفال به .
اذا كنت قريبا منهم وعاكستهم يمكن ان يدلق الجردل والذي يحمله فوق راسه عليك وقد حصل كثيرا مع بعض الشباب وهاك ياحمام وفتايل ريحة لتخفيف هذه الروائح المنعشة .
تم التخلص من هذه الخدمة المتخلفة في ذلك الزمان وتم تبعا لذلك ازالة الدرادر من موقعها وتم تسكين اخوانا العاملين في حي مايعرف اليوم بي الثورة موبي .
تعليقات
إرسال تعليق