قفة الملاح




































ودمدني كانت أيام جميلة

قفة الملاح
===================

سكنت مع جدتي لامي بمنزلهم بالقسم الاول بالقرب من جامع الحكومة كان دخل جدتي مبلغ شهري من ابنائها يبلغ خمسة وعشرون جنيها كان برنامجي اليومي في الاجازة يبداء كالتالي:-
احمل القفة المصنوعة من السعف واتجه من منزلنا شرقا مارا بمنزل جارنا عيسى بتاع المكتبة ومن ثم منزل اولاد الامين الحريف محمد واخوانه عبدالله وعوض وعمر دنميت وعادل دجاجة ومن ثم اشاغل المديك واسمع منه نبذه نبذتين وانا ماشي امر بمنزل ال كرار علي اليمين اراه جالسا علي الكرسي امام منزله في النجيلة واري بالقرب منه  وبالمنزل المجاور صلاح وبدر ود خضرة واطفال صغار منهم الزوحي وعادل قنيط وانا في اتجاهي نحو السوق وعلي يساري اجد عمنا يوسف ابولبدة جالسا علي سرير في ظل منزلهم ومعه ابوزرد ابنه  في ذلك الزمان لم يكن هنالك كشك فارس ولم يسافر فارس الي يوغسلافيا بعد.
علي اليمين وفي النجيلة المقابلة المح ابراهيم بدوي واخيه عنتر وصاحبه ابوري وامام منزل الجاك القزاز حضر عوض بعشوم لتناول وجبة الافطار.
توقفت فترة بعد منزل القزاز وانا انظر في الزقاق خرج عمك حسين التمرجي والد كل من حارس مرمي النادي الاهلي الرشيد حسين واخيه عابدين يتبع عمك حسين مجموعة من الكلاب وقفت حتى تمر من امامي لاني كنت اخاف من الكلاب خوفا اشد من خوف الفلاته .
وانا في طريقي نحو السوق امر بكشك عمك عطية ابوعاقلة كان هذا الكشك موضوع امام المنزل وكان بالمنزل اخوانا ومن دورنا علي عطية وحسان وسعد وفي المنزل المقابل اسرع رجل يمشي في ودمدني على رجليه في ذلك الزمان لم يكن هنالك سباق اولمبي للمشي لو كان موجودا لنال عمنا بدوي الميدالية الذهبية عمنا بدوي كان رائد الكشافة في ودمدني .
امر وعلي يميني منزل الداية فاطمة سربل الشهيرة بي بت كوشنه وارى هنالك عبده الجاك ومامون ونبيل فطيسه والباز وصديق وبعويه وكانت معها بالمنزل ابنتها الداية الانيقة اسيا قبل انترحل وتستقر بمنزلها بجوار نادي الاتحاد .
في الدكان المجاور لهذا المنزل كنت اري العم فهمي البوشي وهو يركب موتر من نوع باجاج وهويلبس فنيله كت تظهر عضلاته كان في ذلك الزمان شاب ولم يشارك بعد في حفر المقابر .
في الجهة المقابلة علي اليمين وانا متجه شرق نحو السوق الكبير منزل ال الخانجي ارتبط هذا المنزل بنادي الشاطي كمقر ولعيبة من ابنائه بعده منزل الخالة بركة بت الليثي اراه امام المنزل ورغم تقدم العمر بها لمحة من الجمال لاتخطئها العين كانت امراة قوية وكان منزلها او جزء من في فترة من الفترات مقر لنادي الشاطي .
اقطع الشارع النازل من الكنيسة ومتجه نحو الاساس اقابل على اليمين منزل الناظر هجو
أول محطة لي في السوق هو زنكي الرغيف نعم زنكي الرغيف كان زمان هنالك زنكي للرغيف يتمتع بالنظافة ويوضع الرغيف في صناديق خشب ويغطى بالمشمعات يعني اكل نظيف وليس رغيف يعرض على قارعة الطريق عرضة للاتربة والاوساخ كما يحصل الان .
لابد من وقفة اجبارية مع صحة البئة في ذلك الزمان اهتمام ونشاط وزيارة وتفتيش حتى على البيوت على الازيار( ونقاط الازيار ) العلب والجرادل التى توضع تحت الازيار هل الازيار بهااغطية  هل يوجد توالد للناموس في هذه المنطقة كذلك كانت هنالك ضابطات للصحة للكشف داخل المنازل عن الاوساخ وهل يوجد تراكم لها بالمنازل وكان يوجد في ناصية كل مربع بالفريق برميل للكوشة وليس ادل على النظافة في تلك الفترة ظهور اول شعر حلمنتيشي على نطاق السودان على يد ملاحظ الصحة واخ للابطال ذو الاصابع الستة او ماكن نسميه بالبطل كانو ضخام الجسم وفي يد ورجل كل واحد منهم ستة اصابع وكان اخيهم ود العليفون طبيعيا وذو حجم عادي من اشعاره في تلك الفترة والتي تهتم بالنظافة ( حبيبتي قابلتها في الكوشة حيتني بي برطوشها– وحبيتي قابلتها في التكل قالت لي اقعد ملح اكل ) مكان سكن ناس البطل بالقرب من جامع ابوزيد .
في زنكي الرغيف ابدا في صرف مبلغ الخمسين قرش عند محمد الفلاتي والد كل من الخير وعبد السلام كانوا يسكنون في منزل للايجار بالقرب من دكان الرضي اشتري رغيف بي اربعةقروش واضعه في القفة واتجه الى ابن فريقي الجزار صلاح كامل النور واطلب منه نصف كيلو لحم ضان بمبلغ ثلاثة عشر قرشا وربع كيلو بقري مفروم بي ستة قروش  كان اخونا صلاحلايتعامل في هذه الاصناف ولكن بحكم انني ابن فريقه وصاحبه يأتيني بها من زملائه الجزارين اكون بذلك قد انتهيت من موضوع اللحمة .
اقيف لاشتري البصل من زوج خالة ابي الشيخ ود البحر ادفع له سبعة قروش مقابل كوم بصل كبير وبالقرب منه تلك السيدة ذات الصوت المبحوح والتي تلبس ملابس الرجال ومتخصصة في بيع الورقيات الخضرة والورق والشمار وكان يساعدها شاب من دردق اظن اسمه متوكل استطاعت تلك السيدة العظيمة ان تجد لها موضع قدم في ذلك السوق وفي هذا المجتمع الذكورياعطيها خمسة قروش للورق وقرش واحد للشمار ارى هنالك الفاتح الطاهر وهو جالس امام الخضار الذي يبيعه وبالقرب منه صديقه فرح بخيت فرح اشتري منهم كوم سلطه مكون منعجورة كبيرة وكوم طماطم وجرجير وبصا اخضر وزيادة ليمونه واحدة اتجه نحو اكشاك الفواكه وبالقرب منها اشتري كوم ليمون من الليمون الممتاز الكبير الحجم وارد جنائن جزيرة  الفيل وادفع فيه ثلاثة قروش .
بذلك تكون القفة قد اكتملت بمبلغ 43 قرش والباقي  سبعة قروش زيادة في الفنكهة انادي وانا اضع القفة على الارض شيالة ماهي الا ثواني ويتجمع حولي جيش من اولاد الفلاته يمنون نفسهم بأخذ هذا المشوار والحصول على القرش قيمة الاجرة اتفق مع احدهم ويضع مايشبه وقاية الجبنة على راسه ويرفع القفة ويضعها على راسه وامشي انا وهو من خلفي يتبعني كما يتبع الخادم سيده هذا الموقف يتكرر ويتوقف على الباقي من مبلغ الخمسين قرش اذا كان الباقي يشتري الجريدة والمجلة فمرحبا بالشيالة واذا كان يقل عن ذلك اتكل على الله واحمل القفة بنفسي .
اول محطة للتوقف هي المكتبة الوطنية لشراء الجرائد انتظر انا والشياله وصول الجرائد من موقف البصات ماهي الا لحظات ويحضر التاكسي وبداخله كل من عبدالمنعم فكمي وفضل الله وربط الجرائد مغلفة بالورق الابيض وهي موضوعه على سبت التاكسي وانا اقراء ماهو مكتوب عليها ( المكتبة الوطنية ودمدني عيسي عبدالله الصحافة وكذلك على ربطة اخرى الايام توزعاعداد قليلة علي الجمهور المتواجد اما القسم الاكبر فيوضع داخل المكتبه للمعارف والاحباب ولولا اننا من  اولاد الفريق والجيران ويوجد اثنان من الاقرباء يعملان في هذه  المكتبة لما تحصلنا على جريدة او مجلة الاخوة محمد عتمان الشهير بي جلدة وحسين ياسين .
اشتري جريدة واحدة الايام او الصحافة وذلك حسب دسامة المواضيع الرياضية بكل واحدة منهما كنت اهتم بصفحة الرياضة وخاصة في جريدة الصحافة ومايكتبه الصحفي الرياضي من الركن حسن مختار ومن بعده ابن الكوارته احمد محمد الحسن وفي جريدة الايام محمود شمس الدين وعمر عبدالتام ومن بعدهم ميرغني ابو شنب وحسن عزالدين  في تلك الفترة لم يتجاوز عمري الثانية عشر عاما شوف الاهتمام وتفتح المدارك رغم صغر العمر .
العشق الثاني مجلة سمير او ميكي حسب المتوفر منها اخذ الجرائد والمجلة متجها صوب المنزل اذا كان باقي في جيبي قرش لابد من التوقف عند دكان اليماني العزاني وشرب زجاجة من الليمون البارد بروح الموز وذلك بالقرب من دكان الشيخ القريب من نادي الاتحاد .
اصل الى المنزل في الرحلة العكسية وانزل القفة وادخلها الى الداخل وانا اري رابحة الفلاتية وهي تستعد لعواسة الكسري جدتي فاطمة كانت متعاقدة مع رابحة الفلاتية لعواسة الكسرى بالشهر .
الساعة الثانية ظهرا جهزت صينية الغداء اولا الكسرى دائر مايدور حول الصسنية وفوق الكسري يوضع الرغيف وصحن الملاح والسلطة وصحن كفتة او محشي او مكرونة باللحمة المفرومة بالتناوب كل يوم بعد الغداء صحن تحلية حلو القمردين وصحن الارز وبعد ذلك كباية الشاي بالنعناع .
لاتوجد ملاريا ولايوجد راجمات ولا كينيين اذا ارسلوك الى الاجزخانة فغالبا لشراء مس لوجع العيون بمبلغ خمسة قروش من اجزخانة النيل الازرق ودكتور فتحي والذي كان يقوم مقام الدكتور توصف له اعراض المرض ويعطيك الدواء وتدفع القروش لتلك الشابة الابنوسية والتي تلبس الثوب الابيض وتلمح من خلال الثوب تلك الباروكة السوداء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة النويري

عائلة الحضري

عائلة الكارب