متواجدين على اسوار جامع الحكومة كنا نسميهم المساكين
ودمدني كانت أيام جميلة
متواجدين على اسوار جامع الحكومة كنا نسميهم المساكين
======================================
تعالوا يااولاد شيلوا الصحون بتاعت الفتة والتمر المبلول في الجردل دا والحلو مر ودوهم للمساكين جنب الجامع هكذا كانت تقول لنا جدتنا فاطمة محمود الحجزي في يوم معين في شهر رمضان من كل عام تعمل مايعرف بالرحمتات صدقة ومغفرة الي اعزائها المتوفين .
كانت الدنيا بخيرها الكل يشرب شاي الصباح باللبن وكمان معاه اللقيمات والذي كان يباع في فريقنا من امراتين اشتهرتا بي ذلك - محبوبة بت ناس سعدابي وبت ام بي – بنت ناس شعبان لوعاوز لقيمات بي شلن أي بي خمسة قروش داير ليك ثلاثة رميات من الصاج دي كمية كبيرة الا يكون معاكم ضيوف دا كله ماحق ناس البيت براهم - والناس تفطر وتتغداء وتتعشي وتشتري السكر زنة رطل ونصف رطل والشاي من الدكان زنة وقية ونصف وقية وشاي بي قرش وفحم يعبي في صناديق البسكويت الفاضية من نوع الميزان او في قوالب من حديد القالب بي قرش الناس تشرب الشاي والقهوة باقل تكلفة .
ديل المساكين المتاحين في ذلك الزمان معهم خيار ثاني هو ان تدعوا اولاد الفريق الصغار الي اكل هذه الفتة وتذكيرهم بان يدعوا للمتوفين وانت جالس بالقرب منهم .
هولاء المساكين كان زعيمهم ود عم فاروق هكذا سمي نفسه وان الملك فاروق ملك مصر هو ابن عمه كان له صديق لايفارقه اسمه سيد .
كان ود عم فاروق من الفلاته والفلاتة كلمة جامعة تشمل كل من هو اتى من غرب افريقيا كان يحمل فاسا لتكسير الحطب وبقجة فيها كل مايملك من ملابس غير الذي يلبسه كان شماعة متحركة للملابس اهم مايميزه ذلك البالطو الاسود كان يحفظ اسماء الممثلات المصريات في ذلك الزمان تحية كاريوكا وفاتن حمامة وكان بعض سكان ودمدني يحفظونه اسماء البنات السمحات في ذلك الوقت في ودمدني وعند سؤاله من يتزوج يقول لك فلانة بت ناس فلان .
ودعم فاروق كان له بعض الاسئلة يسألك لها أذا جاوبت صاح يهمهم بمعني صاح وأذا جاوبت غلط يقول لك وبلغة عربية مخلوطة بلهجة الفلاتة ( سجم خشمك )
وهذه هي التي ننتظر سماعه منه لذلك كنا نجاوب علي اسئلته خطاء .
درج اهل المتوفي في ذلك الزمان وفي اليوم الثالث للفراش او يوم الصدقه ان يتم توزيع ملابس المرحوم مع قطع من الدبلان تكفي لعمل جلابية لكل واحد من هولاء المساكين . تراهم متراصين وهم جلوسا حول اسوار بيت العزاء في انتظار توزيع هذه الصدقة .
كان شعيبو متعففا لاياكل من الرحمتات او الصدقة كانه من الاشراف يفضل الاكل من الكوشة علي ان تاتيه صدقة شوف زمان الكوش كان فيها بواقي اكل هاك ياولد ادفق باقي الحلة في الكوشة كانت الثلاجات قليلة وثلاجة المسكين او دواء الكديس هو المشلعيب ودا كان توضع فيه باقي الحلة لغاية بالليل زمان ماكان في واحد بياكل ملاح بايت وماكان في باقات بلاستيك تحفظ فيها بواقي الاكل في الثلاجة ثاني يوم حلة جديدة واكل فريش .
كانت توجد ايضا النملية وتوضع فيها حلة اللبن وماعون الروب برضوا من الكدايس والذباب .
كان شعيبودائما مستعدا لنا ويتوقع ان نشاغله كان يضع مجموعة من الحجارة علي اسوار الجامع ناحية جنينة عبدالجليل وشارع الاسفلت كان هذا مكانه المفضل وكان ايضا حريفا في التقاط الحجارة عن طريق اصابع قدميه واذا صوب نحوك حجرا تاكد انه مصيبك به لا محالة .
ظهرت مجموعة اخري من المصابين بمرض الجزام يقيمون في سور جامع الحكومة وهنالك جزء يقيم ايضا في سور جامع البوشي .
هنالك شخصية اسمها عب الدبر كان مشهور بالجري الشديد وكنا نجد لذة في مشاغلته ونحن نكون مستعدين للجري كاننا من ابطال العدو .
غير بعيد من أسوار جامع الحكومة شخص كان اسمه امبيرون كان له كرنك من القش في منطقة كانت بها مجموعة من أشجار السيسبان هذه المنطقة الان منزل العم هجو رجب ناصر كانامبيرون يأتي مع المغرب من الديم وهو مصلح مية في المية ويجدنا في انتظاره نلاعبه فيما تبقى من ضوء النهار .
تتحدث المدينة عن ذلك الشخص والذي وزع اكياس فتة علي المساكين مخلوطة بي مخدر واستولي علي كل مدخرات السنين بالنسبة لهم يقال انه كان يراقبهم لفترة طويلة وتعرف علي مخزونهم النقدي عن طريق حيلة انه يطلب منهم كل فترة ان يفكوا له مبالغ نقدية كبيرة الي فئات اقل استطاع ان يعرف اين يضعون قروشهم وسهل عليه بعد تخديرهم ان يستولي عليها .
شارك واصبح الزعيم بعد ود عم فاروق عبد السلام ابوليمونه كان له في قفاه كما يقول اخوتنا المصريين مايشبه الليمونه كان لونه ابيض يمكن ان يكون من المغاربة او من سكان عترة – كان يقود المساكين لبيوت المناسبات الحزينة للجلوس علي بواقي الصواني او لنيل الصدقة .
زمن ياكل فيه الناس اقدام الدجاج ويسمونها كوارع دجاج دي كانت اول حاجة بعد ذبح الدجاجة تقطع وترمي في الكوشة .
وقال كمان ناكل ساوند سيستم يقصد اذنين البقر الغضاريف وكروم كروم كروم وهاك يامضغ ولكن الذي يحزن ويبكي اكل الفطايس والتي ترمي في اطراف المدينة
ولحم الكلاب والحمير وحاجات تانية غير معروفة .
قمة الترف والاستفذاذ للغلابة مايحدث في صلات الافراح من بذخ واصناف واشكال من الاكل الكثير منا لم يسمع بها .
تواجد تلك الاعداد الكبيرة من المدعوين وغير المدعوين امام صلات الافراح ودا من اهل العريس ولا من اهل العروس والاستمتاع بوجبة دسمة ولو مرة في الاسبوع الجوع كافر ولهم عذرهم هذه الممارسة اصبحت ظاهرة تشاهد في مثل هذه المناسبات .
تعليقات
إرسال تعليق