السينما الوطنية
ودمدني كانت ايام جميلة
السينما الوطنية
==================
أنه اول ايام العيد الساعة الثانية ظهرا الذهاب الي السينما والوقوف في الصف في هذا الحر والسموم اللاحفة والهدوم والشبط الجديد وبوليس السواري والحصان يعمل فعلته بأثارة الغبار والكل متشبث بموقعه في الصف أنها معناة سوف تنتهي عند دخول السينما وبداية المناظر والفيلم .
سميت بالسينما الوطنية لانها شركة مساهمة ساهم فيها الكثيرون من تجار المدينة في ذلك الزمان لعل من أشهرهم ناس السنوسي - ابوزيد احمد - البوشى –شفدى - الدابى -الشافعى علىالشافعى .
صف العجلات هنا أكثر من السينما الخواجة يمكن شارع واحد الي توتو ماتا زاد كمية الحضور والعجلات .
افلام دارا سنج الهندية ودارا كولا المرعبة والافلام العربية هي التي تعرض بكثرة في هذه السينما .
صورة السينما الوطنية ارتبطت في اذهاننا بالعم عيسي الكثيرون يذكرونه له دوام الصحة والعافية وتلك العجلة ذات السرج الصغير المثبت في الماسورة لابنه الصغير واكثر ماكان يدهشنا هو كيفية سواقته للعلجة بيد واحدة .
عمك عيسي كان اختصاصه هو مراقبة البلكونات والتي يسهل الدخول اليها ومن ثم التسلل الي اللوجات وهذه كانت من اختصاص عمنا سليمان المبارك شقيق الفنان عبد العزيز المبارك
نسخة جديدة من فيلم جانوار واربعة عشر حفلة متتالية من الاحد والى السبت هكذا تقول افيشات الفيلم والموضوعة في مدخل السينما الوطنية وفي شارع الجمهورية بالقرب من الحلواني الكبير خطتها أنامل شيخ الخطاط احمد بابكر لم يكن مقتصرا على السينما الوطنية فقط بل تشمل السينما الخواجة ايضا .
في منتصف الستينات بعد العام 1965 ظهر فيلم جانوار للممثل الهندي شامي كابور واحتل حيزا كبيرا من اهتمامات الناس لدرجة الادمان عند البعض كأن يقول لك البعض انه شاهد الفيلم عشرة مرات وكثيرا من الاسر اطلقت اسم سبنا بطلة الفيلم على مواليدهم الاناث تشبيها وتمنى ان تطلع البنت شبه سبنا بطلة فيلم جانوار والان بعد مضي مايقرب من الخمسين عاما اظن انمن يحملن اسم سبنا قد صرنا جدات .
سيطرة اخوانا من الفلاتة على السينما الوطنية ظاهرة لعل السبب هو انها تقع على خط المواصلات الرابط بين الدباغة والسوق عكس السينما الخواجة ويمكن سبب اخر قوى هو ان صناعةاكياس الورق من اكياس الاسمنت تتم تحت الشجرة في مدخل الشعب في شارع اتجاه واحد .
من كان ينظم الصف والدخول الى الشعب واحد من الفلاته اسمه سامبو لاحظ اسمه مستمد من الافلام كان سامبو من الطائفة التي يطلق عليها الشماسة عمل لاحقا في البلدية كناسا ثم ترقىالى عامل في التنظيم بالبلدية عامل كشه في السوق .
في المدخل الرئيسي للسينما وعند اللوج والبلكونات تحديدا تجد عيسي الفلاتي ابو يد مقطوعة ماسكا السوط وهو يحرس هذا المدخل كان قوي البنية وذو يد باطشه سبحان الله قوة اليد المقطوعة اضيفت الى اليد السليمة .
كان حريفا في قيادة العجلة بيده الواحده وكان له سرج صغير مركب في ماسورة العجلة لابنه الصغير شاهدت صورة لعم عيسي الان قبل شهر نفس عيسي الفلاتي ابو يدمقطوعة بس تغير اتجاهه زمان كان يتجه شمالا ليصل الى منزله في الدباغة الان صار يتجه شرقا وهو يقود داراجته ليصل الى منزله في الحي الشرقي هنا تذكرت المقولة المشهورة ( الهواء دا ما هواء دباخه)
عمك الكان يشتغل في بوفيه السينما كان نحيفا لدرجة كبيرة وهو عمك إبراهيم يسكن القسم اﻻول المنزل المقابل لمنزل أبو اﻻقوان من الناحية الشرقية وهو والد كل من صﻻح ومون وابنته أﻻن وكيل نيابة وهم أقارب إخوانا علي كوكو ومحمد كوكو بوكالة تنير .
وأسرة عمك إبراهيم تسكن أﻻن في جزيرة الفيل
وأسرة عمك إبراهيم تسكن أﻻن في جزيرة الفيل
قبل ان نأتي الى السينما لابد لنا ان نزور مطعم ابوظريفة لتناول اجمل واطعم فول مصري تناولته في هذه الدنيا والطلب كله بي قرشين فول وسلطة وبصل وزيت وشمار متبل بي طريقة عجيبة وماء بارد وبعد دا كله وصلة مجانا وبعد دا ممكن ماتدفع القرشين وتكب الزوغه من عند المغسلة .
كنوع من التغيير في بعض الايام نذهب الي الحلواني ونحن في طريقنا الى السينما لتناول كوب من الحليب مع بغاشة بالكريمة او بالجبنة او نوع اخر من الكيك كنا نسميه سرندبلو او نوع من الكيك كان محشي بالعجوة تناولته الان في السعودية بعد 50 سنة يسمونه هنا المعمول كل هذا كان في حلواني الاغريقي بالقرب من ابو شمس تمت تسميته لاحقا بحلواني الاخوان المسلمين .
كنا نعيش الاحلام ونحن نشاهد الافلام ولايفيقنا من هذه الاحلام الا ضوء الكشافة الذي اضئ معلنا نهاية الفيلم .
تعليقات
إرسال تعليق