الشاعر محمد عبد الحي محمود











ودمدني كانت أيام جميلة
الشاعر محمد عبد الحي محمود
========================

الغابة والصحراء
العودة الي سنار
السمندل
اكيد سمعنا بهذه المفردات او طالعناها في الصحف والمواقع الالكترونية اذا لم تكن لنا اهتمامات ثقافية او شعرية  او اخذنا ايقاع الدنيا السريع كل هذه المفردات مرتبطة بي هذا الشاعر والاديب المبدع  محمد عبد الحي .
شاعر صقلته مدينة الابداع بعد أن طاف مع والده مهندس المساحة كل بقاع السودان صقلته تلك الرحلات وبدا في الكتابة بعيدا عن أعين ابيه حتى تم الموافقة له من قبل الوالد بعد ان أكد لهم الاديب السفير جمال محمد احمد بأن الكثير من الادباء في لبنان يسالون عنه وكان الاستاذ جمال سفير للسودان في لبنان .
من رواد التيار الذي عرف في السودان بتيار "الغابة والصحراء"، وهو تيار حاول أن يخلق تزاوجا على صعيد الهوية بين العروبة والأفريقية،  العروبة متمثلة في الصحراء والافريقية الزنجية متمثلة في الغابة وكانت لهذا التيار إنجازاته وتأثيراته على صعيد تحديث القصيدة العربية.
العودة الي سنار هي الاقرب الي ذهن المتلقي من العودة الي مروي او العودة الي كوش المملكة السنارية او دولة الفونج الاسلامية قريبة من البال والخاطر وذلك التمازج بين الفونج متمثل في عمارة دنقس والعرب متمثل في عبد الله جماع محمد عبدالحي يريد أن يقول  ان الهوية السودانية هي مزيج بين العربية والافريقية

الميلاد :
ولد الشاعر محمد عبد الحي في الدامر  معظم فترات شبابه قضاها في ودمدني حي المطار .
والده من أبكار المتعلمين السودانيين وأهل أبيه
من الأوائل الذين اهتموا بالعلم في تاريخ السودان..
أما أهل والدته فكان منهم الشاعر والمفكر والاقتصادي سعد الدين فوزي أول عميد لكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم  بعد سودنتها عام 1955م
تقول عنه والدته ابني منذ صغره :
" كان مولعاً بقراءة مجلة الصبيان ومجلات الأطفال التي ترد من الخارج .. وكان أيضاً يكتب في صحف الحائط..
ولكن بدأ يمارس كتابة الشعر بجدية عندما كان يدرس في مدرسة حنتوب الثانوية ،)
وفي عام 1963 نشرت قصيدته العودة إلى سنار حيث أثارت ضجة كبيرة في جريدة الرأي العام السودانية ثم نشرت في مجلة " الشعر" المصرية ومجلة شعر اللبنانية لتعرف على مستوى الوطن العربي ، وكذلك لتكون من اللبنات الأولى لتيار الغابة والصحراء في الشعر السوداني  وكتبها وهو في حوالي الثامن عشرة مما يدل على النبوغ المبكر والفكر الثاقب الذي يتجلى في كتابات الشاعر.
ويقول عبد الحي في قصيدة "العودة إلى سنار":
===============================
افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة
افتحوا أبواب المدينة
بدوي أنتَ؟.. "لا" 
من بلاد الزَنج؟ ..."لا" 
أنا منكم. تائه’ عاد يغنِي بلسان 
ويصلَي بلسان
من بحار نائيات
لم تنر في صمتها الأخضر أحلام المواني

أبصر كيف مر أول الطيور

فوقنا.

وكانت الشمس على المياه

أمشاجا من الفسفور واللهيب.

شجرا أرى وارى القوارب فوق

ماء النهر والزراع في الوادي .
هذه القصيدة التي صارت على كل لسان، وستظل كذلك لما حملت من فكرة جديدة أجمع عليها الجميع

ومنذ دخوله جامعة الخرطوم في 1962 كان من أشهر شعراء الجامعة يقرأ شعره في المحافل والندوات داخل وخارج الجامعة ، كما كان يكتب في الصحف والمجلات الحائطية وكذلك في الصحف السودانية خاصة الرأي العام صفحة الجامعة .)
وبعد تخرجه في 1967 ، في قسم اللغة الإنجليزية بمرتبة الشرف الثانية العليا عين مساعد تدريس في قسم اللغة الإنجليزية حيث بعث  
 لدراسة الماجستير ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة " أكسفورد ".
ورجع الشاعر إلى السودان ليعمل أستاذاً مساعداً في قسم اللغة الإنجليزية يدرس الأدب المقارن والأدب الإنجليزي ، ثم انتدب للعمل مديراً لمصلحة الثقافة 1976 ـ 1977 في عهد الرئيس جعفر نميري ، لقد كانت فترته تلك من أعظم الفترات التي مرت على الثقافة السودانية حيث أنشأ مركز ثقافة الطفل والثقافة الجماهيرية
محمد عبد الحي متزوجاً من عائشة موسى وله منها أربعة اولاد وبنات.
زاملنا أخيه سعد عبدالحي في المرحلة الثانوية والتقيته في مرحلة لاحقة حيث درس الزراعة بجامعات مصر وكان متفوقا ايضا عمل محاضرا بجامعة اعالي النيل.

توفي محمد عبدالحي عام  1989م وهو في أوج شبابه وعطائه وبموته فقدت البلاد سمندلها المغرد عليه رحمة الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عائلة الحضري

عائلة الكارب

عائلة النويري