الفنان علي السقيد

ودمدني كانت أيام جميلة

الفنان علي السقيد

في حي ودأزرق العريق كان الميلاد تكملة لسلسة طويلة لاتنتهي باذن الله الكاشف ووداللمين وعلي السقيد وتخرج كل صباح ودأزرق مبدع جديد -

اسمه علي محمد احمد والسقيد هو لقب الجد .

المرحلة الابتدائية بمدرسة المزاد الاولية ومن ثم المرحلة الوسطي بالمدرسة الاهلية اكبر مدرسة للتعليم المتوسط بودمدني تتكون من مدرستين الاهلية أ والاهلية ب وعدد خمسة أنهر وكانت تتميز على مااذكر بأكبر معمل للعلوم يضاهي ما هو مجود اليوم في ارقى الجامعات وكان كل مايدرس في الفيزياء والكيمياء يطبق عمليا في تلك المعامل والتي كانت تذخر بها هذه المدارس العملاقة .

انتقل الفنان علي السقيد للدراسة الثانوية بمدرسة النيل الازرق والتي كانت تسمى سابقا المعهد العلمي قبل ان يتم تغيير اسمها في عهد مديرها الجيلي احمد المكي الي مدرسة السني الثانوية .

عمل لفترة بقسم الحسابات ببلدية ودمني كمحاسب .

كان مولعا بتشجيع فريق الاهلي ودمدني وكان يحب لعبة كرة القدم وبرع فيها كصانع العاب في وسط الملعب .

اهتم بالفن وخاصة الفن التشكيلي لديه هواية حضور المعارض الفنية .

التحق بعد الشهادة السودانية بمعهد الموسيقي والمسرح والذي تخرج منه في العام 1983م تخصص صوت وبيانو واحرز المرتبة الاولى ولكن لم يتم تعيينه معيدا في المعهد ماهو السبب لاتوجد اجابة حول هذا الموضوع حتى الان .

في المرحلة الاولية لاحظ اساتذته جمال صوته فشجعوه علي المسير في هذا الطريق البداية كانت بمركز الشباب بودمدني سنة 1970م وانضم الي اتحاد فناني الجزيرة سنة 1977م  وبعده  الي الخرطوم لدراسة الموسيقي بالمعهد  .

وبعد التخرج عمل مُعلماً لقواعد الموسيقى الغربية في شعبة الموسيقى {بقصر الشباب والأطفال} بأم درمان .
ونجده يحرز المركز ( الثاني ) عند مشاركته في مهرجان الإبداع الثقافي في عام( 1983م) .. وأثناء عمله في
قصر الشباب والأطفال قدم البوم {المشاوير} في عام ( 1994م ) .. ثم هاجر بعدها للولايات المتحدة في عام1995م

سافر في رحلة هجرة للولايات المتحدة الامريكية تزامنت مع عدد من المطربين امثال يوسف الموصلي والبلابل ومحمد وردي فكان التلاقي في الغربة قد ولد ابداعا كان لابن مدينتنا دور كبير فيه وكنا نتابع تألقه عبر الكثير من التسجيلات والتي كانت تصلنا من امريكا .

من اسباب الهجرة الاساسية التضييق علي الفن والفنانين منع في العام 1990 تسجيل الاغاني للاذاعة والتلفزيون عدا الاغاني الجهادية والازلال والذي طال قبيلة الفنانين خاصة في الحفلات العامة والخاصة اذا تجاوز الفنان الزمن المحدد وتلك الطريقة غير اللائقة والكريمة عند انزاله من على المسرح كانه مجرم او لص كل هذا دفع ابن ودمدني الي تلك الهجرة ليس مدفوعا بايدولجية معينة او فكر سياسي وانما فقط الدميقراطية والحرية والتى افتقدها في بلده .

جمهور الفنان هو المحرك والدافع لكي يبدع الفنان ويقدم روائعه تجاوبا مع هذا الجمهور وخاصة في الحفلات والتي تقام في الاحياء الشعبية والتي يكون فيها التجاوب من الحاضرين يفوق الخيال مما يتحتم علي الفنان ان يخرج كل ابداعه في تلك اللحظات .

رحلة الهجرة هذه مع اخونا علي السقيد استمرت زهاء الخمسة عشر عاما  وشكلت  فاصل زمني كبير بينه وبين معجبيه فعاد الي ارض الوطن ليستمر الابداع ويتواصل . وطوال فترة اغترابه بالولايات المتحدة لم يغب الفنان { علي السقيد } عن وجدان معجبي فنه فقد حقق البوم ( جيت من وين ) نجاحاً منقطع النظير .. فكل أغنية تغنى بها هذا المبدع أعطاها من أحساسة الكثير .. وكل أغنيه كانت بلون مختلف .

أستمع  لعدد كبير من الفنانين خاصة فناني ودمدني  مثل "محمد الأمين" و"أبو عركي البخيت" و"الخير عثمان" و"محمد مسكين" وثنائي الجزيرة، فتأثر بأولئك الفنانين في تلك الفترة بعدها كون فرقة غنائية وقدمنا أعمالاً رائعة في مناسبات أعياد الاستقلال وحفلات الزواج ببعض أحياء مدني.

أول لحن كان لأغنية (قصة غرامنا) للشيخ محمد عثمان تعامل مع الكثير من الشعراء .

عز الدين هلالي" في أغنية (سكة ندية)، و(كل النجوم) لمدني النخلي، ووجدت الأغنية حظها من الانتشار وأعطته دفعة فنية قوية، و(أرض الطيبين) كلمات "عماد الدين إبراهيم".
جينا نخت أيدينا الخضراء 
فوقك يا ارض الطيبين
يا بنوت الحلة العامرة
ابشرن بينا عديله وزين
*******
افتحن البيبان والطاقة 
وامسحن الدمعة الحراقة
نحن البنحقق أمانينا
نزح الوجع المتحدينا
نشق الواطا نبل اشواقا
********
انتن نيل ساقياهو الغيمة 
وعدا أصبح فيكن شيمة
ونحن النور شايلاهو عزيمة
النار بتموت لو نحن نسينا
الخير بيفوت لو اتراخينا 
ونرجع تاني ندور في الدايرة
عديمة الفايدة عقيمة اليمة
***********
الوطة مشتاقة وبتنادينا
الرعدة بروقا بتشلع فينا
المطرة بتغسل خوفنا الفينا
الخوف بيضيع لو نحن بدينا
يا بنوت الحلة العامرة
ابشرن بينا عديله وزين

هذه الاغنية ارتبطت في ذهني بتلفزيون الجزيرة الريفي وبرنامج خاص عن مشروع الجزيرة لذلك عندما اسمعها تشدني الي ذلك الزمن والي ايام مشروع الجزيرة العملاق .

في بحري وفي حي كوبر مستقره بعد رحلة الهجرة الطويلة والتي بالتأكيد كانت خصما علي انتشاره الفني والذي بناه فنانا النشط سريعا وعاد الي التوهج بمساعدة معجبيه وغنائه ذو التطريب العالي وهو المتسلح بالعلم له التحية والتقدير وحفظه الله ابناء بارا بهذه المدينة الحالمة ارض الطيبين .